ما كان محرما في السابق أًصبح مسموحا اليوم في غزة، ففي الوقت الذي كانت تعترض حماس على تصريحات الرئيس محمود عباس قبل 12 عاما بأن الصواريخ التي تطلق من هناك عبثية ويجب منعها لحماية أرواح الشعب الفلسطيني، أصبحت اليوم هي من تقوم بذلك ليس لحماية أرواح الشعب الفلسطيني بل لحماية حكمها المتداع في قطاع غزة.
مراقبون يرون أن ما يجري في قطاع من اعتقال لمطلقي الصواريخ تجاه إسرائيل وعلى رأسهم المجموعة التي قامت بإطلاق صاروخين تجاه تل أبيب قبل يومين، واعتذار سلطة الانقلاب للاحتلال عن إطلاق تلك الصواريخ، يكشف وجه حماس الحقيقي القائم على تبادل الأدوار مع الاحتلال من أجل الإبقاء على حكمها ومواصلة قمع شعبنا وتقسيمه.
وقال الكاتب والمحلل السياسي موفق مطر: "يجب أن نعرف دائما أن منهج الكذب والادعاء لدى "حماس" هو أسلوب حياة الإخوان المسلمين، و"حماس استغلت الحركة الوطنية الفلسطينية وجماهيرها وعملها في الميدان ووسائل المقاومة الشعبية لتقوية ذاتها وفرض وجودها واستخدمت السلام لتثبيت الإخوان المسلمين في أرض فلسطين.
وأضاف، ان كل العمل الذي يمكن أن نسميه العمل العسكري أو العمليات التفجيرية في السابق هي لم تكن لخدمة القضية الفلسطينية بالمطلق وإنما كانت لضرب المشروع الوطني والحركة الوطنية والسياسة الوطنية الفلسطينية، منذ عمليات التفجير التي انطلقت مع قيام السلطة الوطنية وصولا للعمليات التي استغلت فيها انتفاضة الأقصى وحتى اليوم كلها لم تكن في إطار مشروع المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني وإنما كانت في إطار تثبيت رواية دولة الاحتلال الإسرائيلية بأن هناك من الفلسطينيين من لا يريد الحل السياسي ومن يخرب جهود إسرائيل لتحقيق السلام.
وأضاف، أن حماس وجدت مع بوادر بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية وبدء رفع ركائز الدولة الفلسطينية وكانت ضد الوطنية الفلسطينية والدولة وكيف يمكن لها أن تخرب هذه الدولة والوطنية إلا عبر عملها المسلح الذي يخدم إسرائيل بالأساس.
وشدد على أهمية الانتباه في هذا السياق ان كل الحروب التي استدرجتها "حماس" في قطاع غزة، كانت تهدف أن تأخذ "حماس" وهج المقاومة ظنا منهم أن الجمهور العربي والإسلامي يتعاطف مع من يظهر لهم أنه يقاوم إسرائيل، واستخدموا ذات الأسلحة لصنع الانقلاب وتثبيت قاعدة الاخوان المسلمين في فلسطين، والمساعدة في هيمنة الاخوان المسلمين على السلطات في الدول العربية.
وأوضح مطر، أن "حماس" كانت سباقة بانقلابها في قطاع غزة لثورات الربيع العربي التي قادتها جماعة الاخوان المسلمين، وقد ثبت لنا من تصريحات نتنياهو أنه من يريد ألا تقام دولة فلسطينية عليه ألا يعارض إرسال الأموال لحماس، ما يعكس تنسيق العمل ما بين حماس ودولة الاحتلال.
وبين أن ما تقوم به حماس هو للمحافظة على مشروعها المتمثل بكيانية خاصة لحماس في غزة فقط ما يعني تدمير الكيانية الفلسطينية ومنع إنشاء دولة فلسطينية، والصواريخ التي أطلقت على تل أبيب وقالت "حماس" أنها بالخطأ لم تصب أحدا، وأيضا دولة الاحتلال ردت بصواريخ محدودة في مناطق مفتوحة لإنقاذ "حماس" من الحراك الشعبي الموجود حاليا في غزة جراء الحصار والقتل الذي تمارسه حماس بحق شعبنا، ما يعكس تكامل بالمهمات بين حماس وإسرائيل.
من جهته رأى عبد المجيد سويلم المحاضر في جامعة القدس، أن ما يجري هو انقلاب على الأهواء وفق المصالح، وحركة حماس لا يوجد لديها ثوابت وسياسيات حقيقة نابعة من قناعات وتفكير بطبيعة المرحلة بل المسألة تتعلق بمصالح "حماس" وقدرتها على التحكم بقطاع غزة والخوف من ردود أفعال إسرائيل تأثر على حكمها لقطاع غزة.
وبين سويلم، أن ما يجري في غزة هو تحقيق لمصالح حماس الفئوية الضيقة مرتبط بمصالح التنظيم، وهناك تبادل أدوار بين حماس وإسرائيل فقد أعلنت أسماء المواقع التي ستقصف في غزة قبل قصفها ردا على إطلاق الصواريخ على تل أبيب ما يعني أنها مسرحية يتم إخراجها بين الطرفين وهذه لعبة مكشوفة وسمجة يتم بها التلاعب بالدم الفلسطيني والمصير الفلسطيني وفق مصالح ضيقة لإسرائيل وحماس معا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها