تقرير: يامن نوباني
في الوقت الذي وصل فيه جميع الفائزين من (15 دولة عربية وأجنبية) إلى دولة الإمارات، وعاشوا لحظات فرح كبيرة بصعودهم منصة التكريم في "أوبرا دبي"، والتقطت لهم عشرات الكاميرات صوراً تذكارية، وأجريت معهم الحوارات الصحفية والمقابلات التلفزيونية، لم يتمكن المصوران سليمان حجي، وهيثم نور الدين، من قطاع غزة المحاصر، من حضور الحفل الختامي للدورة الثامنة "الأمل" لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، بينما صفق الحضور بشدة لعمليهما الفائزين.
وهي المرة الأولى في تاريخ الجائزة التي انطلقت في 2011، التي يفوز فيها ثلاثة مصورين من دولة واحدة، لكنها ليست المرة الأولى التي لا يتمكن فيها الفائز الفلسطيني من الحضور، ففي 2016 غاب المصور صابر نور الدين عن الجائزة بسبب الحصار على قطاع غزة.
جاءت مشاركة فلسطين قوية هذا العام، وشكَّلت ما مجموعه 0.9% من المشاركات، من بين 159 دولة في العالم، ففي محور "ملف مصور"، فاز المصور الفلسطينيّ "هيثم نور الدين" بالمركز الأول، وفي محور التصوير الجوي بالفيديو "الدرون"، حل المصور الفلسطينيّ "سليمان حجي" في المركز الثاني، وفي المركز الثالث عن محور "الأمل" فاز المصور الفلسطينيّ "وسام نصار"، وثلاثتهم من قطاع غزة.
سليمان حجي (30 عاما) مصور وصانع أفلام يدير شركة خاصة في غزة، فاز بالمرتبة الثانية في محور التصوير الجوي عن فيديو قصير يتضمن مشاهد للمتظاهرين في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، التي انطلقت في آذار 2018.
حجي، قال: تُخبئ مدينة غزة بين أحيائها وأزِقَتها الكثير من التناقضات، تتناوبُ أحداثها اليومية بين الفرح والترح وتشييع الشهداء، من بحرها حتى حدودها الخانقة مروراً بمخيماتها وثقت عدستي المدينة.
وأضاف: كان عام 2018 فارقاً في حياةِ الكثيرين من أبناء القطاع، ممن بُترت أقدامهم وشُيعت جثامينهم وانتهت حياتهم وأحلامهم على خط النار بين غزة وقوات الاحتلال. وبطبيعة هذه الأحداث الساخنة يأتي دور الصحافة في رصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وقمعه مسيرات العودة الكبرى بالرصاص الحي وقنابل الغاز الحارقة للشباب العُزل والمتظاهرين بمن فيهم الصحفيون والمسعفون الذين تعرضوا للاستهداف المباشر من القناصة ارغم ارتدائهم البزة الصحفية والزي الخاص للطواقم الطبية.
وعن التحديات والصعوبات التي واجهها حجي، يقول: "التغطية الصحفية للأحداث الساخنة على حدود غزة شاقة ومرعبة، فنحن نتعامل مع جندي مدجج بالسلاح لا يعرف صحفيا ولا يبالي لأي قانون دولي يجرم استهداف الصحفيين والمدنيين."
ويضيف: "استهدفتنا رصاصات قناصة الاحتلال وقتلت منا زملاء صحفيين جريمتهم أنهم كانوا ينقلون الحقيقة للعالم والمجتمع الدولي، وأصيب منا العشرات، لكن ذلك لم يمنعنا من التغطية."
وكان الفيديو الذي حاز على الجائزة عبارة عن ثوانٍ قليلة وثقتها الطائرات المتخصصة بالتصوير الجوي الصحفي، أبطاله آلاف من المتظاهرين شرق حدود غزة من شباب وأطفال وشُياب ونساء، إضافة إلى المسعفين والمتطوعين.
بدوره، شارك الفائز هيثم عماد نور الدين (25 عامًا) الذي يعمل مصوراً حراً، في آخر 25 دقيقة قبل إغلاق باب المشاركات، بـ10 صور لفئة القصة المصورة، وهي صور تسلسلية تعبر عن أحداث مسيرات العودة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها