في ذكرى استشهادك ياسر عرفات نستلهم من سيرتك ورمزيتك وكوفتيك أسمى معاني المجد والثورة والتحدي، نستلهمُ منك كيف تُؤخد القرارات لأنك كنت صانع القرار، وتعرفُ كيف تختار، ورائدك دائماً كان   اعتزازُك بشعبِك الذي سمَّيته شعبَ الجباريين، في ذكرى استشهادك نستلهم من سيرتِك أنَّ الشعب أقوى من الموّامرة، وأنَّ الشعوب لا تُهزم ، وأنك انتَّ خيارُ شعبك فأخلصتَ له، وحفظَتَ أمانته، وصنتَ كرامتَه، ورفعْت َرايته، ومن أجل ذلك التفَّ شعبك حوَلَك، ووجد فيك الامل والقِيَم والرفعة التي يبحث عنها والتي هي جزء من كيانه وعنفوانه .

خضتَ به الصعاب ،و واجهتَ التحديات، وتجاوزت الازمات. لم يتخلَّ شعبك عنك رغم عظيم التضحيات، وكنت الاًوفى والاكثر اخلاصاً ومحبة ووفاء . هذا الانصهار بين القائد وشعبه هو الذي جعلك خالداً باقياً ما بقي الزمان في قلوبنا ، وعقولنا ، ووجداننا .

 

نستلهم من ذكرى استشهادك فصول حياتك ، وصلابةَ مواقفك ، وأَنَّ الحياة وقفة ُ عز وكبرياء ، وانَّى تكون الكرامة يتَّجهُ خيارُك ،تعلَّمْنا منك كيف تكون التضحية بلا تردد عندما يتعلق الامر بمصير القضية، وكيف يكون الفداء بلا حسابات عندما يكون القرار في خطر . و تعلَّمْنا منك ان القائد لا يغادر ساحة الميدان، ولا دائرة الفعل ، فأنتَ الذي خضتَ الحروب والمعارك جنباََ الى جنب  مع المقاتلين  ، ومع الشعب المحاصَر , ولا تغادر دائرةَ الخطر إذا كان بقاؤك هناك يتعلق بصناعة الكرامة ، إبتداء من الكرامة ومروراَََ بجنوب لبنان ،وعمان ، وبيروت، وطرابلس ،وانتهاء بالمقاطعة حيث كان التحدي الكبير ، والانتصار العظيم ، والفصل الأخير من حياة زعيم لم تفارق شارةُ النصر يدَه  الممدودة، وقامتَه المنتصبة كأشجار نخيل رفح .

 

في هذه الذكرى المباركة نسترجع خطاباتِك ، وعذوبةََ كلماتك ، ومغازي حركاتك ، ونستقي منها معين العزة والاستمرار والبقاء ، وسرَّ خلودك  وبقائك، لا ننسى في ذكرى استشهادك انك انت من فجَّر الطاقات ، وأول من اطلق الطلقات ، وصنع للشعب والوطن الهوية والكيان، واعادة صياغة ما زيَّفته الصهيونية من الروايات، وأبطل زيف الادعاءات، فجعلْتَ الفلسطينيَّ المشرد ثائراََ ابياً تنحني امام عدالة قضيته الهامات والقامات، تقديراََ واحتراماََ لثورة الثورات، وكوفية ياسر عرفات المدافع عن المقدسات، وأحلام وتطلعات الاشبال والزهرات، حامل الرايات في الضفة وغزة والشتات .

لا ننسى في ذكرى استشهادك أبا عمار انك انت زرعْتَ الأمل فينا، اخرجْتَنا من مستنقع ماََسينا، وعلَّمْتَنا مبادئَ الكفاح فجعلتنا لحركات التحرُّرِ خيرَ معلمين ، وأصبحنا بفضل قيادتك رسلاََ مجاهدين ، نحمل راية الحق من قطرٍ الى قطر ، وفي كل الميادين فرساناً أُباةً  نعيد كتابة التاريخ سطراََ بعد سطر. وعيوننا دائماََ مشدودةٌ الى شارة النصر.

في ذكرى استشهادك أبا عمار علَّمتنا أجمل ما في الحياة، علَّمتنا أن نكون وقـْفاًَ لفلسطين ، وأن نكون نحن وما نملك من الاموال والبنين فداءََ لشعب الجبارين، علَّمتنا ان لا نكون من المتسلِّقين، ولا من الانتهازيين ، فحركة فتح امانة في اعناق الاوفياء المخلصين، ومن ظنَّ أنه يستطيع امتطاءَها لبناء امجاده على حساب المناضلين المؤتمنين ، فهو واهمٌ بكل يقين ، ومن تسلَّقها رغبة ً وابتزازاً من اجل اهداف خاصة به سيسقط من اعلى ولو بعد حين، ومن اراد أن يجعلها مورداََ مالياََ لخزينته او عشيرةً لرَبْعِهِ او تكتلاََ لأنصاره، أو اطاراً يحتكم لمزاجيته ، او سلعةََ ثمينةََ يبيعها في سوق النخاسة، أو جزء اً من حساباته، أو غطاءً له للاستقواء بها ، وجرِّها الى المربع الذي يريد. كل ُ هؤلاء واهمون، لأن  حركة فتح المجبولة بدماء الشهداء، والمصانة بأهداف الجماهير، والكبيرة بتراثِها  النضالي ،هي  الفتح ُ ستظلُّ عصية ً على كل هؤلاء ، وهذه الحركة العملاقة ترفض المتسلقين والانتهازيين، وأصحاب المآرب الخاصة وستلفظهم كما يلفظ البحر ُالجثث والاموات.

في ذكرى رحيلك يا أعزَّ الرجال نعاهدُك باسم المخلصين للشهداء، الأوفياء لفلسطين، أن نصون سيرتَك وتراثك، وأن نتابع  مسيرتك، وأن نجسِّد طموحاتك ، وأن نحقق أحلامَك.  نعاهدُك أن نظل متمسكين بنظامنا الداخلي الذي أجمَعْنا عليه، وأنٍ نحميَهُ ونحكمِّه في أمورنا وعلاقاتنا الحركية ، من أجل أن تستمر حركة فتح حركةً ثوريةً وطنية، رائدة ً للنضال الوطني الفلسطيني كما أردتَ، وكما تمنَّيتَ، وكما اوصيتَ. يا أبا عمار في ذكرى رحيلك، نعترف أنَّ لك علينا ديناََ نحن في لبنان. وسنظل ُأوفياءَ لك ، ولخليفتِك من بعدِك الرئيس ابو مازن.