بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني معالي الوزير حسن منيمنة، ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل؛ وسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور؛ والمدير العام للأونروا في لبنان السيد كلاوديو كوردوني؛ ومدير منطقة لبنان الوسطى (الأونروا) محمد خالد، ومسؤول اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان، تمَّ إفتتاح العام الدراسي 2018 -2019 في مدارس الأونروا؛ بمشاركة ممثلي الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية؛ وممثلي اللجان الشعبية والقطاع التعليمي؛ وعدد من الطلاب وذويهم؛ وحشد إعلامي واسع، وذلك في مدرسة الجليل – بئر حسن، ظهر الإثنين 2018/9/3.
كما حضرت الطفلة روان شيبان إسماعيل مع والدتها وهي طفلة خضعت إلى عملية في سلسلة الظهر، وفي خطوة إنسانية غير مسبوقة، قامت وقتها آنذاك قيادة الأونروا بجمع التبرعات من الموظفين وطلاب مدارس الأونروا لإجراء العملية لها.
بدأ الإفتتاح بالوقوف في باحة المدرسة مع إطلاق بالونات باللون الأزرق في السماء، ثمّ توجه الجميع إلى الطبقة الثانية من مبنى المدرسة وألقيت الكلمات، فكانت الكلمة الأولى لمعالي الوزير منيمنة، جاء فيها: "هذا اليوم هو يوم سعادة بعودة الأطفال والطلاب إلى مدارسهم، إنها مسالةٌ لا تقدر بثمن لأنها طريق المستقبل لهم، وطريق تجاوز كل مصاعب الحياة، و تحديات الأزمة التي يعيشونها منذ فترة طويلة، هذه العودة هي تحدي للذات، وتحدي في وجه الأخرين، فهذه العودة تؤكد لمن يريد أن يلغي دور الأونروا بأن الأونروا باقية بإرادة كل من يدعم حقوق الإنسان وكل من يدعم حقوق اللاجئ الفلسطيني، بإرادة كل الدول المانحة وبإرادة أكثرية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهذة الجمعية هي وحدها التي تملك حق الغاء أو ابقاء الأونروا، وهي لغاية اليوم متمسكة ببقاء الأونروا وتعمل جاهدةٌ لتوفير كل أشكال الدعم لها".
وأضاف: "إن ما سمعناه في الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة الأمريكية بالغاء دعمها المالي للأونروا هو قرار سياسي بدرجة أولى، وقرار يأتي بخطة أمريكية كما نسميه تسوية سياسية للقضية الفلسطينية وتصفيتها، ونؤكد أن محاولة الغاء الأونروا هو هدف رئيسي لتخفيف المساعدات المالية الأمريكية لهذه المنظمة الدولية، والهدف منها فعليًا هو الغاء حق العودة وإلغاء الأونروا".
وتابع: "نحن مع موقف كل الدول المانحة وموقف كل أصدقاء الحق الإنساني، وحق الشعب الفلسطيني اللاجيء، ونحن قادرون على إفشال هذه المحاولة الأمريكية، وإن إمكانيات تأمين بدائل للدعم الأميركي إمكانية متوافرة وإنما ستتطلب الكثير من التحركات من الجانب الفلسطيني والدول المانحة والأحرار في هذا العالم".
وثمّن الوزير منيمنة الموقف الذي اتخذته وكالة الأونروا المتمثلة بالمفوض العام وكل الإدارة التابعة له، هذا الموقف الحازم في مواجهة كل المبررات التي إدعتها أمريكا وإظهار الأمور على حقيقتها، أثبتت أن هذا القرار السياسي والجهد الدائم التي تقوم بها الأونروا لتأمين بدائل حقيقية للشعب الفلسطيني يُرفع له الأحترام والشكر والتقدير لكل الأونروا وقيادتها المحترمة، واليوم المطلوب من لبنان أن يلعب دوراً أساسياً في دعم الأونروا بخوض حِراك دبلوماسي وسياسي مع الدول الصديقة لدفعها لتجسيد دور الأونروا للحق الفلسطيني .
وختم الوزيرمنيمنة بتوجيه الشكرإلى قيادة الأونروا وكل العاملين فيها وكل الدول المانحة ليبقى حق كل تلميذ، وحق كل إنسان فلسطيني أن يعيش بكرامة على أمل العودة والنصر باذن الله.
وكانت كلمة لسعادة السفير أشرف دبور، قال فيها: "إن هذا اليوم بحضوركم المميز يدل على مدى الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي لا تقدر بثمن، فشكرٌ كبير لسعادة مفوض الأونروا على الموقف الذي عبر عنه في وجه المشاريع التي تريد إنهاء هذه المؤسسة التي ترعى الشعب الفلسطيني، وحق عودته إلى فلسطين،فهذه المؤسسة التي أُسست من قبل المجتمع الدولي، لا يستطيع أحد، شاء من شاء وأبى من أبى، أن يلغي دورها وكل ما قدمته من مساعدات، والوقوف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين بكل الوسائل المستطاعة بقرارها الذي سيكشف كل المؤامرات والقرارات التي ستلغى حق اللاجئين والقضية الفلسطينية، فالكرامة لا تقدر بثم، كما الأوطان لا تقدر بثمن، ومعاً وسوياً حتى النصر".
وألقى كلمة الأونروا مديرها العام في لبنان كلاوديو كوردوني، جاء فيها: "إنه يوم سعيد بالفعل، نلتقي فيه لنعلن بدء العام الدراسي في مدارس الأونروا في وقتها بعد أشهر من الترقب والإنتظار، كما قال المفوض العام أننا فتحنا المدارس في وقتها لأن هذا يحمي الحق الأساسي في التعليم للاجئي فلسطين، ولأن الدول المضيفة تحدثت مرارًا عن المخاطر الجسيمة إذا لم تفتح المدارس، ولكننا لم نخرج من حالة الخطر بعد والتمويل المتوفر لدينا حاليًا يكفي لادارة عمليات الوكالة فقط حتى نهاية شهر أيلول من العام الحالي، نحن بحاجة إلى ٢١٧ مليون دولار إضافية لضمان استمرار مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام الجاري".
وهنا أود الإشادة بجميع شركائنا: الدولة المضيفة والدول المانحة الذين ساندونا وما زالوا في هذه الأوضاع الصعبة، أننا نعرب عن أسفنا العميق من إعلان الولايات المتحدة أنها لن تقدم التمويل للوكالة بعد عقود من الدعم المالي القوي، ونحن نرفض وبشدة الانتقاد بأن مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها عيوب لا يمكن إصلاحها، إن هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية في الشرق الأوسط،، والرد الأمثل على بيان الولايات المتحدة اليوم هو في جودة تعليمنا، وجودة تعلمنا وجودة إدارتنا، إن قرار الولايات المتحدة سيزيدنا إصرارًاً على تقديم الخدمات وعلى رأسها الخدمات التعليمية، والأونروا مستمرة في تكثيف الجهود لجمع التبرعات وتسديد العجز.
وختم موجهاً الشكر والتحية للطاقم التعليمي ولموظفي الوكالة لتفانيهم وتضحياتهم ووقوفهم إلى جانب الأونروا وعلى الرغم من تأخير حضور لجنة مسح الأجور، وقبولهم بالمزيد من الضغوطات في العمل، من أجل تجاوز هذه الأزمة، تحية حب واحترام أيضاً لطلابنا وأهاليهم على إصرارهم و صمودهم وتمسكهم بالتعليم كقيمة أساسية في الحياة، "أنتم عليكم بالدرس والإجتهاد ونحن علينا بمسؤولية جمع التمويل"، والأونروا ستواصل بمزيد من التصميم حشد الدعم مع الشركاء الحاليين ودول أخرى جديدة، وهي ملتزمة في تطبيق الولاية التي منحت لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنظل ندافع عن كرامة لاجئي فلسطين ونطالب بإيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم، ألف تحية شكر وإخلاص.
كلمة الطلاب ألقاها الطالب علي أبو جراس قال فيها: "نحن اليوم نعبر عن امتناننا وشكرنا للأونروا وإدارتها والدول المانحة والدول المضيفة لأنه بالرغم من الأزمة المالية التي تمر بها وكالة الأونروا، فإنهم جعلوا هذا اليوم ممكناً، اليوم الذي تفتح فيه مدارسنا من جديد، اليوم الذي نعود فيه للقاء الزملاء ومشاركتهم مقاعد الدراسة مرة أخرى، وهو حق طبيعي لكل طفل في هذا العالم، وكنا خائفين جدًا من عدم فتح المدارس".
وأضاف: "كلمتي تحمل في طياتها رسالتين: الأولى هي رسالة شكر لهذه المؤسسة العريقة "الأونروا" على كل ما قدمته لشعبنا على مدى أكثر من سبعة عقود، وشكرًا أيضًا للدول المانحة والدول المضيفة على كل دعمها لنا، والرسالة الثانية هي رسالة لكل دول العالم أن تقفوا إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين، قفوا جانب 526 ألف طالب وطالبة منهم ٣٧٠٠٠ طالب في لبنان، سيكونوا ضحية ضياع مستقبلهم في حال توقفت الأونروا عن تقديم خدمات التعليم لهم".
وختم باسم الطفولة: "لا تنسونا ولا تهمشونا" من حقنا أن نتعلم ومن حقنا أن نعيش بكرامة مثل بقية شعوب العال، فالتعليم لا يقدر بثمن والكرامة لا تقدر بثمن.
كلمة الأهالي ألقاها ممثل مجلس الأهالي أمين حسين جاء فيها: "نتمسك بالأونروا لأنها تكاد تكون المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه أًبناء شعبنا هنا في لبنان، فمن يزور المخيمات يدرك تمامًا حجم المعاناة التي نعيشها، نسبة البطالة أصبحت عالية بشكل مخيف، والشباب في الشوارع كثر لا يجدون عملًا، ويعانون ظروفًا نفسية واجتماعية قاهرة، وكثير من العائلات بالكاد تستطيع أن تؤمن قوت يومها، وهي تصارع لسد حاجاتها الصحية والغذائية والتعليمية، الأونروا هي طوق الحياة بالنسبة لنا".
ووجّه حسين التحية إلى أحرار العالم من دول وأفراد، وطالبهم التبرع للأونروا وحماية مستقبل الطلاب ومساعدتهم على العيش بكرامة ليكونوا عامل استقرار وتنمية وتطوير.
وفي ختام الإفتتاح غنى الفنان أيمن أمين أغنية لحّنت خصيصاً لهذه المناسبة.
بقلم: حسن بكير
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها