يوما تلو الآخر تزداد خطورة المؤامرة على الشعب الفلسطيني، حيث تتكالب قوى الاستعمار والشر الإسرائيلية والأميركية ومن لف لفهم من بعض العرب والعجم لتنفيذ "صفقة القرن" الترامبية، التي تستهدف مباشرة القضية والمصالح الوطنية العليا.
لم يعد هناك مجال للانتظار لتحشيد كل الجهود والطاقات الوطنية والقومية والأممية لقصم ظهر الصفقة المشؤومة، وقد بدأت قيادة منظمة التحرير فعلا مهام التصدي المباشر للصفقة منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من كانون الأول 2017، وأعقبتها سلسلة من الخطوات على أكثر من مستوى وصعيد محلي وعربي ودولي. وكانت أهم تلك الخطوات عقد المجلس الوطني في نهاية نيسان ومطلع ايار الماضيين، الذي تبنى برنامجا وطنيا للمواجهة، وجدد الشرعيات في المنظمة، وتم تحقيق أكثر من موقف وقرار داعم لخيار القيادة الشرعية بإسقاط صفقة ترامب العبثية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي قمة منظمة التعاون الإسلامية، وفي القمة العربية في الظهران السعودية، وفي العديد من المحافل والمنابر الأممية كلجنة حقوق الإنسان، واليونيسكو أمس الاول.
ولكن كل هذة الإنجازات بحاجة إلى مراكمة وتطوير أدوات وخيارات المواجهة حتى نتمكن من دفن الصفقة ومن يقف خلفها ومعها. وأول المهام المطلوبة راهنا أولا تكثيف اللقاءات الدورية لمؤسسات وهيئات منظمة التحرير القيادية اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لمتابعة التطورات ووضع الخطط التكتيكية وفقا للبرنامج السياسي المعتمد في المجلس الوطني، بالإضافة لتفعيل وتأصيل دور المنظمة كمرجعية لعملية التحرر الوطني؛ ثانيا العمل على دفع عربة المصالحة للإمام، واستعادة الشرعية لقطاع غزة بشكل كامل وكلي، وقطع الطريق على حركة حماس الانقلابية بالتساوق مع الصفقة الأميركية والحل الأمني الإقليمي، والحل الاقتصادي، والتركيز على البعد السياسي كناظم للعمل الوطني؛ ثالثا تصعيد المقاومة الشعبية في مختلف المحافظات والمدن بعيدا عن العفوية والارتجال، ووفق خطة وطنية شاملة؛ رابعا تفعيل الحملات الشعبية المناهضة لصفقة القرن فلسطينيا وعربيا ودوليا، والتشارك الفعلي مع كل صوت يرتفع ضد الصفقة الأميركية، ايضا تعزيز دور حملات المقاطعة لإسرائيل الاستعمارية؛ خامسا التواصل الحثيث مع الأشقاء العرب على المستويين الرسمي والشعبي، لتعزيز العلاقات المشتركة، ولسد أية ثغرات في البناء القومي، ورفع الصوت الفلسطيني عاليا في وجه كل من يحاول التناغم والتساوق مع السياسة الأميركية والإسرائيلية مهما كان موقعه، وإلزام الأشقاء العرب بدعم موازنة دولة فلسطين المحتلة؛ سادسا التشبيك مع الأقطاب الدولية كلها: الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي والصين واليابان والهند والبرازيل والأرجنتين وتركيا، وكل دولة من دول العالم تساند الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ سابعا مواصلة الجهود الحثيثة للعمل داخل هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة: مجلس الأمن والجمعية العامة ولجنة حقوق الإنسان واليونيسكو وغيرها ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، وكذلك المنظمات والهيئات القارية والأممية: منظمة دول عدم الانحياز، منظمة الوحدة الأفريقية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة الـ77 ... إلخ لرفع مكانة فلسطين لدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ومطالبة الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين للاعتراف بها دعما ومساندة لخيار السلام؛ ثامنا تكثيف العمل داخل المجتمع الإسرائيلي لإحداث اختراق حقيقي داخله لدعم عملية السلام، ولإسقاط حكومة الائتلاف اليميني المتطرف.
الوقت من ذهب، وعلينا العمل بشكل دؤوب ومثابر ومنظم في كل الميادين والحقول لنسحق المؤامرة، وعلى كل الهيئات والمؤسسات والقطاعات الرسمية والشعبية والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدنية، كل من موقعه واستشعاره لمسؤولياته الوطنية العمل بوتيرة واحدة وفاعلة للتصدي لصفقة القرن الترامبية المشؤومة، والإصرار على هزيمتها وإسقاطها مرة وإلى الأبد. انها حرب مفتوحة بيننا وبين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ومن يقف معهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها