قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء توفيق الطيراوي ، إن القيادة الفلسطينية أخطأت بأنها لم تتوجه إلى الأمم المتحدة بعد أن حصلت على عضوية دولة مراقب في الجمعية العمومية، والانضمام إلى كل منظمات ووكالات هذه المنظمة الدولية.
وشدد اللواء الطيراوي، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، في مقر نقابة الصحفيين في مدينة البيرة على أن الرئيس محمود عباس لم يعارض التوجه إلى الأمم المتحدة، بل التزام بقرار الحركة، وعرض القرار على اللجنة التنفيذية،فلم تتخذه القرار بعد.
وأضاف اللواء الطيراوي: "أما وأنه لم يحصل، فإننا في الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحركة أخذنا قراراً بالتوجه إلى الأمم المتحدة، وأن تكون البداية بالتوقيع على مواثيق جنيف الأربعة، لنصبح دولة تحت الاحتلال، وطلبنا من الرئيس أن يذهب بهذا القرار الفتحاوي إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لعرض القرار عليهم، ولكن التنفيذية قصرت ولم تقم بدورها، ومن يتحمل هذه المسؤولية هي اللجنة التنفيذية".
وفي طروحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي أشار الى أنه طرح شفهي على القيادة الفلسطينية لم يحظ بالقبول الفلسطيني، مشدداً على رفض هذه الأفكار، "لأنه حين يطرح أن تكون دولة للفلسطينيين في القدس، ونكتشف أنه يعني الرام وأبو ديس، وأن لا حل لقضية عودة اللاجئين، فهذا يعني رفض خطة الإطار هذه، فكل بنود الاتفاق ستجعلنا ندفع ثمناً غالياً من أجل الحديث فيه، ونحن لا نريد اتفاقيات إطار، بل نريد حلاً نهائياً".
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، أكد اللواء الطيراوي أنه لا يوجد شريك في إسرائيل، وأن التهديدات الأخيرة تؤكد على أن إسرائيل لا ترغب في السلام، مؤكداً على أنه من كان يهدد الرئيس أبو مازن كان اليمين، واليوم باتت حتى تسيبي ليفني تهدد الرئيس، وهو ما يعني وجود خطر حقيقي على حياة الرئيس، معتبراً أن ما يجري الآن مشابه لما كان يجري مع أبو عمار قبل استشهاده.
وشدد اللواء الطيراوي على أنه لا يوجد قائد فلسطيني سابق أو حالي أو مستقبلي يمكن أن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية، على الرغم من تغيير الخيارات من الكفاح المسلح إلى السلام.
كما تطرق اللواء الطيراوي في المؤتمر إلى ما يتعرض له مخيم اليرموك، مشدداً على أن على الأمم المتحدة التدخل الفوري والعاجل لإخلاء اللاجئين المسؤولة قانوناً عنها وكالة الغوث، وإعادتهم إلى وطنهم فلسطين، معتبراً أن هذا يتطلب قراراً دولياً سريعاً وواجب التنفيذ لوقف موت الفلسطينيين جوعاً في المخيم.
وأضاف: موت العشرات جوعاً يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، والمسؤولية الأولية للاحتلال الذي شرع شعبنا، ثم على الأمم المتحدة المسؤولة عن المخيم، فهي لا تستطيع حمايتهم من الجماعات التكفيرية، التي تتحصن داخل المخيم وكل من يتحالف معها، إضافة إلى أن الأوضاع في مخيمات فلسطين تنذر بمخططات دولية لإنهاء ملف اللاجئين.
وتابع اللواء الطيراوي رداً على سؤال: "أحمد جبريل كان البداية في الموضوع، رغم أننا كنا دائماً وأبداً أصحاب قرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية، ولكن أحمد جبريل كان من أدخل المخيم في الأزمة السورية، وأنا أرى أن منظمة التحرير تقوم بدورها لإيصال المعونات، وتأمين الحاجات للمهجرين من المخيم مرة أخرى، ولكن الأخطر ما تقوم به المنظمات الإرهابية لمنع إيصال المساعدات لشعبنا تحت غطاء الدين، فهناك في المخيم العديد من الجماعات التكفيرية".
وشدد اللواء الطيراوي على أن طرف يشارك في حصار مخيم اليرموك وقتل سكانه وتهجيرهم هو شريك فيما يجري فيه، ولن نقف مع أي أحد يمس المخيم.
وفيما يتعلق بملف التحقيق في ظروف استشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات، أكد اللواء الطيراوي على أن التحقيقات متواصلة وهي تحقيقات صعبة ومعقدة، ولكنها تسير إلى الأمام، رافضاً الخوض في التفاصيل، لكنه أكد أن المؤتمر القادم للجنة سيكون نهائياً لإعلان النتائج.
وأوضح اللواء الطيراوي على أن لجنة التحقيق الفرنسية التي قدمت من اللجنتين السويسرية والروسية، لم تقدم نتائج الفحوصات التي أجرتها على رفاة أبو عمار، ولم يصل منها أي شيء.
وفي الوضع الداخلي لحركة فتح، شدد اللواء الطيراوي على ضرورة أن يعقد المؤتمر السابع للحركة هذا العام في فلسطين، لمواصلة نهج إحياء الحركة وإبقائها في قيادة الحراك الوطني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها