بمناسبة ذكرى يوم الأرض ومعركة الكرامة، وتكريماً لشهداء العودة الكبرى، أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيروت مهرجاناً جماهيريًّا حاشداً، دعماً وتمسكاً بحق العودة والثوابت الوطنية، وذلك في قاعة الشعب مخيم شاتيلا.

حضر الإحتقال أمين سر حركة "فتح"- إقليم لبنان حسين فياض، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وممثل القوى الوطنية اللبنانية جهاد الخطيب، رئيس الروابط البيروتية راجي الحكيم، ممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، وممثلو مؤسسات المجتمع اللبناني والفلسطيني، وإتحاد المرأة الفلسطينية، وعدد من أبناء المخيم.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء فلسطين، ولبنان، وشهداء العودة الكبرى، ثمَّ تلاه عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.

وألقى كلمة القوى الوطنية اللبنانية جهاد الخطيب جاء فيها: "في ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض نوجه تحية إجلال وإكرام إلى فلسطين الحبيبة، ولشهداء فلسطين ورمزها الرئيس أبو عمار ولإخوانه الذين سقطوا دفاعاً عن القضية المركزية".

وأضاف: "عندما نكون في مخيم شاتيلا نتذكر القائد علي أبو طوق الذي سقط على أرض هذا المخيم البطل، متمسكاً بالثوابت، ومقاتلاً في صفوف حركة "فتح" الرائدة التي عيشناها في الصراء والضراء، ونحن في لبنان لا يسعنا إلا أن نسجل في هذه المناسبة أننا سنبقى إلى جانبكم، متمسكين بحق العودة، وتقرير المصير، وأن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية مهما صدر من قرارات ظالمة، وأننا نعلم جيداً أن الحصار كبير وجائر، ولن نتخلى عن ثوابتنا الوطنية والعربية، فلبنان العروبة سيبقى ثابتاً مهما اشتد الحصار ".

وتابع: "معك أيها الرئيس أبومازن وإلى جانبك، لن نتراجع لأن العهد هو العهد، فنحن نعلم أن الأزمة خطيرة، والحصار قائم، وليعلم القاصي والداني أن القدس لنا شاء من شاء وأبى من أبى، ومعنا أحرار العرب وأحرار العالم، ولا يمكن أن نتراجع، فالطفل الفلسطيني يولد وفي فمة رصاصة العودة إلى أرض الكنانة فلسطين قبلة العرب والأحرار، ولبنان الساحة الثانية بعد فلسطين ". داعياً الدولة اللبنانية بمنح الفلسطينيين الحقوق المدنية والسياسية، لأن هذا الأمر ضروري نظراً للحصار الذي يفرض على قضية فلسطين، وخاصة موضوع اللاجئين.

كما دعا المجتمع الدولي والعربي أن يقف وقفة شجاعة، ويحاصر الحصار الذي قد يؤدي إلى ما تحمد عقباه. مجدداً العهد إلى الرئيس أبو مازن، والوعد بالبقاء إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وحركة "فتح" الرائدة.

تلاه كلمة حركة "فتح" ألقاها حسين فياض إذ قال: "سبعة عشر شهيداً وألف وأربعمائة جريح سقطوا وهم يرفعون علم فلسطين في مسيرة سلمية، مطالبين بحقهم المشروع، ومتمسكين بأرضهم وحقهم بالعودة إلى الأرض التي هجروا منها، أرض الآباء والأجداد التي اغتصبتها العصابات الصهيونية بدعم وقرار ظالم من المملكة المتحدة البريطانية ممثلة بوعد بلفور المشؤوم".

أضاف: "الأجيال الفلسطينية المتعاقبة أثبتت أن التمسك بالثوابت الوطنية أمر يتوارثه الفلسطينيون وينقلونه من جيل إلى جيل، وأن حق العودة هو حق ثابت تتوارثه الأجيال ولا يسقط، وإذا استعرضنا أعمار الشهداء والجرحى في مسيرة يوم الأرض نرى أن هؤلاء الشهداء الأبرار هم من الجيل الثالث والرابع، وأن آباءهم قاتلوا الإستعمار والغزو الصهيوني منذ عام ٣٦ وواصلوا النضال وفجروا الثورة الفلسطينية المعاصرة، وخاضوا معارك النضال من معركة الكرامة مروراً بكافة المعارك دفاعاً عن شعبنا الفلسطيني".

وتابع: "لقد أصبح الثلاثين من آذار"يوم الأرض" يوماً وطنياً خالداً في تاريخ الشعب الفلسطيني، هذا اليوم الذي هبَّ فيه أبناء شعبنا في الجليل، والمثلث، والنقب، وتحديداً في قرى سخنين، وعرابة البطوق، ودير حنا، رفضاً لقرارات العصابات الصهيوني بمصادرة ١٣٥٠٠ دنم من أرض هذه القرى العربية، وتمَّ الإتفاق على تنفيذ إضراب شامل شارك فيه أكثر من ٨٠٪ من عرب الداخل".

كنا نتمنى على المجتمع الدولي أن يصدر بيان يدين بموجبه المجازر الصهيونية التي ارتكبتها بحق أبناء شعبنا العزل في مسيرات الضفة وغزة في الثلاثين من آذار، وها هي الولايات المتحدة تُصر على الوقوف إلى جانب العدو الصهيوني حيث بدأت الحرب على شعبنا وسلطتنا الوطنية منذ أن قام ترامب باعلان أن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل، وقراره بنقل سفارة بلاده إلى القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ضارباً عرض الحائط القرارات الدولية، ومتحدياً المجتمع الدولي الذي يقرر ويعترف بأن القدس هي عاصمة دولة فلسطين والمحتلة عام 1967، وتهديده بقطع المساعدات الأميركية عن السلطة الوطنية إذا لم تستجيب السلطة للعودة للمفاوضات، وأيضاً تعليق مساهمة أمريكا في موازنة الأونروا تمهيداً لإنهاء قضية الاجئين، لأن الأنروا هي الشاهد الحي على استمرار قضية اللاجئين حية في المحافل الدولية، ولكن غاب عن ذهن هذا المعتوه أن الشعب الفلسطيني بقيادته الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس أبو مازن رفضت كل الاملاءات ومشاريعه المشبوهة، وأن السيد الرئيس أبو مازن رفض أن تكون الولايات المتحدة شريكاً في أي مفاوضات مقبلة لأن أمريكا أثبتت أنها شريك لإسرائيل وغير نزيهة، ولا يمكن أن تكون شريكاً أو راعياً لأي مفاوضات مقبلة .وإن استمرار الإدارة الإميركية بنهجها الحالي المتمثل بحماية إسرائيل وبالتالي حماية الإحتلال وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على إسرائيل، لن يزيد شعبنا إلا صموداً أو ثباتاً على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه، ورسالة شعبنا كانت واضحة بأن الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين، وأن الاحتلال مهما طال إلى زوال، والاستيطان مهما توسع سيقلع، وسنبقى نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وأن شعبنا العظيم الذي أفشل المخطط الإسرائيلي بتهويد القدس وتقسيمها زمانياً ومكانياً بوضع البوابات الالكترونية على مداخلها سيفشل مشروع ترامب وكل المشاريع المشبوهة التي تحاك ضد شعبنا العظيم للنيل من صموده.