أحيت حركة "فتح" – شعبة إقليم الخروب، الذكرى الثَّانية والأربعين ليوم الأرض، تحت عنوان "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، تأكيداً أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وذلك بمهرجان سياسي حاشد في نادي العودة -مقر شعبة إقليم الخروب في سبلين يوم الأحد 2018/4/1. بمشاركة عضو قيادة حركة "فتح"- إقليم لبنان آمال الشهابي، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، يرافقه أعضاء قيادة المنطقة، بالإضافة إلى أمناء سر الشُّعب التنظيمية، وعدد من كوادر وأعضاء الشّعب، وممثلي الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللبنانية في إقليم الخروب، وعضو اللجنة المركزية لجبهة النضال عصام حليحل، ورؤساء بلديات، وفعاليات إقليم الخروب.

وقد كان في استقبال الوفود كوادر وأعضاء الشُّعبة يتقدمهم أمين السر العقيد عصام كروم، إلى جانب فرقة العودة الكشفية.

بدأت هنادي عطعوط المهرجان بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، وشهداء مسيرة العودة، ومن ثمَّ عزف النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني.

كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي ألقاها الدكتور بلال قاسم، مستشهداً بكلام للشهيد كمال جنبلاط، شهيد العروبة وفلسطين، يحث شعبنا على الصمود، ومستحضراً نضالات أبناء شعبنا، وداعياً للوقوف وقفت ضمير مع الحق العربي المهدور ومع الشعب الفلسطيني المقهور، مجدداً العهد أن نبقى ثائرين حتى تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

ومن ثمَّ ألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عصام حليحل، موجهًا التحية لشهداء لبنان العظام الذين استشهدوا من أجل عروبة لبنان، حيث امتزجت دمائهم بالدم الفلسطيني الزكي على طريق تحرير فلسطين، وخصَّ بالتحية الشهيد الحاضر الدائم الرمز ياسر عرفات، وحيا شهداء يوم الأرض الخالد الذين صنعوا بدمائهم ملحمة يوم الأرض.

وأضاف: "إننا اليوم نقف في المقدمة على خط المواجهة والثبات للدفاع عن المقدسات والقدس، وعن الثوابت الفلسطينية، والأهداف الوطنية من أجل الدفاع عن حقنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إن مسيرة العودة المليونية التي شهدتها كافة مناطق الوطن المحتل والشتات جاءت لتوجه رسالة واضحة للعالم ولقادة الاحتلال وللإدارة الأمريكية المتصهينة ورئيسها ترامب والتي مفادها أن الشعب الفلسطيني يناضل ويضحي بدمه من أجل الحرية والاستقلال، ولتأكد أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية". كما توجه بالتحية لسيادة الرئيس محمود عباس، مؤكداً استكمال المسيرة خلف سيادته.

وعلى أنغام نشيد "أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها" اعتلى المنبر العميد ماهر شبايطة، ملقياً كلمة القرار الفلسطيني المستقل كلمة حركة "فتح" جاء فيها: "يستشهد أبناء شعبنا في كل يوم، ورغم ذلك تتزايد أعدادهم في شوارع المواجهة، معترضين جنود الاحتلال بصدورهم العارية، فكل شهيد يزيد من ثبات فلسطين كقضية حق في الوجدان الإنساني.

وتابع: "مع كل صباح ومع رفع أذان الفجر وعلى إيقاع أجراس الكنائس يزداد رسوخ فلسطين المقدسة في العقل والضمير، وتفرض نفسها بدماء الشهداء على جدول أعمال الدول والمنظمات الدولية فضلاً عن الشعوب في العالم أجمع"، مؤكداً مواجهة الاحتلال ومشاريعه الصهيونية بكل أنواع السلاح أكان بالقلم والتظاهر أم بالاعتصام والعمليات الفدائية ولو بالدهس والسكاكين والأهم التمسك بالأرض والثبات فيها.

كما أكَّد أن المواجهة لم تتوقف منذ إقامة أول مستوطنة في العشرينيات، ومن ثم أتى على سرد مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني مروراً بمعركة الكرامة وانتصاراتها عام 1968 إلى عملية اغتيال القادة الثلاثة الكمالين وأبو يوسف النجار في بيروت عام 1973، حيث كان الرد بعملية الشهيد كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي عام 1978، ومن ثم الصمود الأسطوري في بيروت إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وصولاً إلى انتفاضة الحجارة، واستشهاد القائد أبو جهاد الوزير عام 1988، وعودة مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى فلسطين بعد اتفاق أوسلو، وفي عام 2000 عاد ياسر عرفات من كامب ديفيد منتصراً برفضه الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية بشأن القدس واللاجئين، وقاد انتفاضة الأقصى حتى تمَّ حصاره ثم اغتياله عام 2004، وقد بدأت بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني لتحرير الأرض بالإرادة الصلبة من خلال المقاومة الشعبية في مواجهة أعتى الأسلحة، وها هو التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للاملاءات ورفضها، فإن العمل الفلسطيني تقوده الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن لمواجهة المشروع الأمريكي والإسرائيلي بشأن القدس واللاجئين والأونروا ورواتب عوائل الشهداء والأسرى.

وأضاف: "إن شعبنا بالأمس ومن خلال مسيرة العودة في ذكرى يوم الأرض، أكد أنه مستمر في نضاله حيث سقط ١٧ شهيداً وأكثر من ١٥٠٠ جريح دفاعاً عن أرضه وعن حق عودته والتفافه حول مشروعه الوطني الفلسطيني المستقل، حيث قال للعالم أجمع أننا مستمرون بالمقاومة وعليكم إعادة النظر في قراءة مشهد الأمس بأن شعبنا متمسك بالأرض والثوابت الفلسطينية والقدس عاصمة لدولة فلسطين الأبدية، كما أثبت شعبنا في كل أماكن تواجده للقاصي والداني أن أية مشاريع تصفوية لن تمر.

ولقد قال لهم الرئيس أبو مازن: (إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، وهو الرقم الصعب، ومن دونه لا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط)، وستبقى القدس قبلتنا الأولى ومن أجلها نعشق الشهادة".

وختاماً وجَّه التحية للأرض المقدسة ولدماء الشهداء، ولبطولة الأسرى، وللفتية وصبايا الورد في القدس.