كرمت حركت "فتح" في الشَّمال، وقوات الأمن الوطني، وهيئة التوجية السياسي في لبنان، ثلةً من المناضلين الفتحاويين القدامى، تقديراً لنضالهم وتضحياتهم، وذلك في قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي اليوم الأحد 2018/4/1.

تقدم الحضور ممثل قائد قوات الأمن الوطني في لبنان العميد نزيه سلام، وأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض، وقائد قوات الأمن الوطني في الشَّمال أبو عماد ألوني، وممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وقادة الكتائب العسكرية، وضباط وصف ضباط وكوادر حركة "فتح"، وكوادر هيئة المتقاعدين العسكريين.

قدم الحفل السيد فادي النهيلي، ثمَّ عزف النشيد الوطني الفلسطيني، تلاه قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء.

ثمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها مسؤول الإعلام في منطقة الشمال مصطفى أبو حرب حيّا فيها الشهداء من الرعيل الأول المؤسسين لهذه الحركة الرائدة "فتح" وفي مقدمتهم القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، وشهداء أعضاء اللجنة المركزية.

وأكد بأنَّ من كان له شرف الرصاصة الأولى لا زال مستمراً بحمل راية النضال الخفاقة فوق الرؤوس، وهذه الحركة وجدت لتبقى وستنتصر بفضل دماء الشهداء وآهات الجرحى والأسرى والمعتقلين، وأن المسيرة التي بدأت في العام 1965 لم ولن تتغير وجهتها عن القدس، وهذا ما يجسده يومياً أبناء الحركة الذين هم طليعة الشعب الفلسطيني في التضحية والفداء، وهذا ما حصل بالأمس في مسيرة العودة حين سقط أول شهيد من حركة "فتح" وآخر شهيد أيضاً من حركة "فتح" وبين الشهيدين عدد من أبناء الحركة وبين الجرحى أيضاً المئات.

وأضاف: "أيها المكرمين، لقد كتبتم أسماءكم في سجل الخلود الثوري لأنكم انتسبتم إلى مدرسة الياسر أكاديمية الشهداء، حركة التاريخ، حركة "فتح" التي ربّت أولادها على عشق النضال من أجل تحرير الوطن السليب، فكانت أول من كتب ملحمة إطلاق الرصاصة الأولى وسجّلت بدماء شهداؤها التاريخ المشرِّف بمحطات الانتصار الفلسطيني بدءاً من الكرامة حيث انتصر فيها أبناء العاصفة على جيش الإسرائيلي الذي كان يظن أنه لا يقهر، إلى عملية كمال عدوان حيث عبر رجال العاصفة البحر نحو شواطئ حيفا، وهناك أعلنت دلال المغربي دولة فلسطين قبل أن تنال الشهادة وتروي بدمها الطاهر ثرى الوطن، ثمَّ إلى يوم الأرض حيث جسد أبناء الشعب الفلسطيني الانتماء الحقيقي للهوية الفلسطينية رافضين أي تزييف لهوية التراب الوطني، فكتبوا بدمائهم بأن فلسطين عربية وترابها أبيّ".

وتابع: "إنَّ القضية الفلسطينية تتعرض اليوم لأسوء حصار وأقصى مؤامرة من عدو صهيو أمريكي وتواطؤ عربي، ولكن الرئيس أبو مازن رجلٌ في زمن عز فيه الرجال وشامخٌ في زمن الانبطاح الذي رفض كل الإملاءات الأمريكية والضغوطات العربية. وأنَّ شعب فلسطين لا ولن يتنازل عن ذرة تراب من أرض القدس، والقدس عاصمة دولة فلسطين كانت وستبقى إلى الأبد".

وأكد بأن من أطلق الرصاصة الأولى ربّى أبناء هذه الحركة على الوفاء لأبناء شعبنا الفلسطيني، فالمقاتل الفتحاوي هو محل ثقة وأمان ودفاع عن أمن المخيمات، ومستعد بأي لحظة من أجل مواجهة الأعداء الغاصبين المحتلين للأرض، لذلك فإن حركة "فتح" هي حامية المشروع الوطني نحو التحرير والعودة.

ثمَّ كانت كلمة اللواء صبحي أبو عرب ألقاها العميد نزيه سلام إذ قال: "إنَّ هذه المناسبة الكريمة المعبِّرة تعتبر لفتة كريمة رمزية لتكريم بعض المناضلين الذين كان لهم دور كبير في وضع اللَّمسات الأولى للعمل النضالي الوطني، وكان لهم دور بارز في زرع روح الوطنية لدى أجيال متتالية، لذلك جئنا لنكرم هؤلاء الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير والمحبة، هذا التكريم يدل أنَّ حركة "فتح" لا تنسى أبطالها ومناضليها وتجعل تجربتهم نبراساً على طريق الحرية والاستقلال".

وأضاف: "إنَّ الإدارة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني تقوم بسياسة الضغط والإبتزاز على القيادة الفلسطينية من خلال تبني المطالب بوقف صرف رواتب أسر الشهداء والأسرى والجرحى، معتبرةً بأنَّ الصندوق القومي مؤسسة مصرفية تدعم الإرهاب، كما تبنت الإدارة الأمريكية مطالب نتنياهو بوقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وإنهاءها علماً أنها تأسست بقرار دولي رقم 302، وبذلك تكون ضربت بعرض الحائط القرارات الدولية ومنها قراري مجلس الأمن رقم 242 و338، وتكون أميركا قد أدارت ظهرها إلى المجتمع الدولي".

وتابع: "إن الإدارة الأميركية تساند إسرائيل في اعتداءاتها على دول الجوار، ولم نسمع إدانة أمريكية لشهداء الأردن الذين قضوا على يد موظف في سفارة دولة الاحتلال".

وأشار إلى أنَّ الإدارة الأميركية تعتبر نضال الشَّعب الفلسطيني إرهاب، أمّا انتهاك إسرائيل للقرارات الدولية وممارسة القتل وحرق العائلات الفلسطينية هو دفاع عن النفس.

وأكد أنَّ القيادة الفلسطينية تعتبر الموقف الأمريكي موقف منحاز بشكل كامل للعدو الصهيوني، ولن تقبل بأي حل إلا بأوسع مشاركة دولية لإنهاء الصراع العربي الصهيوني على أساس حل الدولتين.

ثمَّ كانت كلمة المكرمين ألقاها مدير مستشفى صفد الدكتور إبراهيم ياسين، شكر فيها الحركة على هذه اللفتة الكريمة لرجال أفنوا عمرهم من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال فكر ومنهج حركة "فتح"، وأكد بأنَّ هؤلاء الرجال وإن شاخت أعمارهم فهمتهم لم تشخ، ولا زالوا قادرين على العطاء، وهم دائماً على استعداد تام من أجل تقديم ما يستطيعون لاستكمال النهج الذي أخطُوه لأنفسهم وفاءً لدماء الشهداء، واستكمالاً لنهجهم في التحرير والعودة إلى الوطن السليب.

وختم موجهاً التَّحية لقوافل الشهداء، ومتمنياً الحرية للأسرى والشفاء للجرحى.