يتصاعد الحديث وفي كل عام وفي فترات زمنية متباعدة تارة ومتقاربة تارة أخرى عن هزة أو هزات أرضية ستضرب فلسطين في موعد غير معلوم.

ويتكثف الحديث المقلق مع حدوث العديد من الهزات التي أصابت وتصيب المناطق المختلفة من فلسطين. ومع هكذا حديث تتزايد الأسئلة المطروحة عن مدى جاهزيتنا لمواجهة هذا الخطر الذي قد يحصل خلال ساعة أو ساعات أو أيام أو أشهر أو حتى سنين، وعن مدى قدرة مبانينا القائمة على الصمود في وجه هذه الظاهرة التي دمرت حياة الكثير من الأمم.

وفي زوبعة اللقاءات والتكهنات يتزايد الخوف الناجم عن القناعة بعدم جاهزيتنا محلياً لمواجهة هذا الخطر المحدق خاصة مع توقع البعض حدوث هزة مدمرة في عام 2015 على أقصى تعديل.

ومع كل الخبراء الذين يناقشون هذا الأمر ومحاولة لفت الانتباه إليه وشرح السبل الوقائية ترتفع نسبة التوتر المجتمعي ليس لما يقوله هؤلاء مشكورين، بل للشعور العارم بأننا لم نحضر أنفسنا جيداً لمواجهة هذه اللحظة.

إذ يقول البعض ان مبانينا القائمة في الوطن لم يأخذ أصحابها عند إنشائها بالإرشادات الدولية حول تمتين البناء وتأسيسه وإنشائه بصورة تقاوم الزلازل، بينما يصر البعض على أن مبانينا قادرة على تحمل هزات لا تزيد عن 7 درجات على مقياس ريختر. بين هذا وذاك يفترض أن يكون هناك توضيح صريح للأمر قائم على المعلومات والأرقام والبيانات دونما ارتجال أو توقعات.

من حق الناس أن تعرف أين تقف بهذا الخصوص أم أنها ستموت بفعل عدم الأخذ بالأسباب فتكرر كارثة عاشها الوطن في عشرينيات القرن الماضي؟ من المهم الإجابة على أسئلة كثيرة وكبيرة اليوم.

هل نحن جاهزون؟ هل شيدت مبانينا حسب شروط تراعي الإجراءات الدولية بخصوص الزلازل؟ وإذا لم نفعل متى سنبدأ بالفعل؟ كيف يستطيع الناس تخفيض الكارثة الناجمة عن الزلازل؟ وهل زودنا دفاعنا المدني بما يحتاج للتعامل مع هذا الأمر؟ هل مستشفياتنا جاهزة؟ ما هي الإرشادات والإجراءات الحكومية اللازمة للتعامل مع الكوارث؟

يجب أن تخرج المعلومات للناس بصراحة وبشفافية ويجري الترويج لها حسب الأصول حتى لا يأتي يوم قد أعذر فيه من أنذر..

كما يجب البدء بخطوات احترازية وعملية للتخفيف من وقع الكارثة لو حلت إضافةً إلى تطوير الخطط والاستراتيجيات الوطنية للتعامل مع الكوارث وإقرار كود فلسطيني للإنشاءات المقاومة للزلازل وتشديد الرقابة على المباني.

أعرف أن العديدين يحاولون كل حسب إمكاناته أن يلفت الانتباه للأمر وأن يستعد لهذا الحال وأن يستقطب اهتمام صناع القرار وهذا كله مقّدر لكن وأمام الحديث عن عدم جاهزيتنا وعدم كفاية إجراءاتنا حسب التصريحات التي سمعناها على اختلافها فإن المطلوب أن نبدأ بالفعل والأفعال لكي نشعر على الأقل وعند موتنا بفعل الزلزال وإن باغتنا بأننا قد حاولنا!