منذ أن انتهت أزمة المسجد الأقصى لصالح الفلسطينيين وتراجع إسرائيل عن كل الخطوات التي قامت بها بالمسجد الأقصى وما حوله، وشعور الفلسطينيين بالفخر والزهو الذي أعاد لهم عزتهم وكرامتهم من خلال الدفاع عن الأقصى بأنفسهم وأموالهم الذي كشف المستور لدى معظم دول العالم والعالم العربي والإسلامي. 
إسرائيل لا تقبل أن يحقق خصمها عليها أي نجاح، فمنذ ذلك الوقت وهي تتخبط في الخطوات التي يجب أن تتخذها لمعاقبة الفلسطينيين وإرضاء المتطرفين منهم وقطعان المستوطنين بشكل خاص. 
لذلك قامت إسرائيل بمصادرة أراضي الفلسطينيين لإقامة ألاف الشقق السكنية عليها وهدم بيوت المقدسيين والاستيلاء على البعض ويمكن القول أن دولة الاحتلال قامت وستقوم بخطوات عقابية على الفلسطينيين، والتي أصبحت وكأنها أعمال روتينية تقوم بها دولة الاحتلال على مدار الساعة. 
إسرائيل دولة إما أن تكون في حالة حرب أو تبحث عن حرب، لذلك ومنذ مدة تحاول أن تجد لها طريقاً في حرب على غزة أو لبنان، غزة ومن خلال حكومة حماس أعلنت ولاء الطاعة وقبلت أن تكون حارسة للحدود وتمنع أي عمليات أو إطلاق صواريخ من غزة مقابل الحفاظ على الكرسي. 
لذلك وضعت إسرائيل حزب الله على قائمة أولويات بدء الحرب عندما تحين الفرصة ويتخذ قرار بذلك، إسرائيل ومنذ فترة ليست بالقصيرة تحاول أن تضخم قدرات حزب الله العسكرية وقامت بعدة هجمات على الصواريخ والمعدات العسكرية التي كانت تأتي من إيران الى حزب الله عبر سوريا. 
الذي يرضي غرور المتطرفين في إسرائيل هو أن تقوم بحرب وتحقق انتصارا تتغنى به ولو كان الهدف منه هو عملية عبثية لا أكثر ولا أقل، لإنها تعرف جيداً أن حزب الله ومنذ حرب 2006 لم يطلق صاروخ وكان يحافظ على حدود لبنان الجنوبية بكل اقتدار. 
إسرائيل تعودت أن تهاجم إي مكان تشعر إنه يشكل خطراً عليها، لذلك هاجمت بالماضي مفاعل تموز العراقي سنة 1981 وهاجمت مصنع البتر وكيماويات في السودان وبالرغم من تنامي قدرات إيران النووية لم تهاجم أمريكا أو إسرائيل تلك المفاعلات بالرغم من تهديد إيران الدائم لها. 
في هذه الحاله إما أن تشن حرباً جوية على غزة أو حرباً على لبنان وتحاول تدمير قدرات حزب الله في لبنان وتقول بذلك أنها تحمي لبنان من النفوذ الإيراني الذي يزداد في سوريا والعراق ولبنان، وترسل رسالة الى العالم العربي أنها تحارب مع الدول السنية ضد تمدد الشيعة وتكون بذلك خربطت أوراق اللعبة بكل معنى الكلمة وتظهر أنها ضد الشيعة ومع السنة وبذلك تفتح الباب على مصراعيه أكثر مما هو مفتوح وتذكي الصراع، كل هذا فقط لشد اللحمة الداخلية عندها ودخول المنطقة في تحالفات جديدة.