الحديث عن المصالحة أصبح حديث الفلسطينيين الدائم ولا يكاد يخلوا مكان من الحديث عنها، وكأن المصالحة أصبحت هم جديد يضاف الى الهموم الكثيرة التي يواجهها الفلسطينيون كالفقر والبطالة وكيفية الحصول على فرصة عمل في أي مكان ما. 
الذي يرى المشهد من بعيد يقول وله الحق في ذلك على ماذا يختلف الفلسطينيون وهم يرزحون تحت الاحتلال؟ جرت العادة في كثير من دول العالم أن تؤجل الصراع وتقاسم السلطة الى ما بعد نيل الاستقلال. 
لكن الطريق الذي سلكته حماس بالتعامل مع مجريات الأمور بالشأن الفلسطيني كان مغايراً لأي توقع كان، وكان عليها أن تسير ببطء لكي تحصل على ما كانت تخطط له وهو الاستيلاء على السلطة بأي وسيلة، مع العلم أن الوصول للسلطة في العالم العربي كانت تتم عن طريق الانقلابات، والتجربة الوحيدة في نقل السلطة سلمياً كانت في أراضي السلطة فقط. 
الإخوان المسلمين ليس في فكرهم الديني والسياسي فكرة تناوب الحكم، ويعتبروا أنهم إذا وصلوا للحكم وهذا حسب ما يدعونه أنه وعدٌ من الله ولا يجوز التنازل عنه مهما كانت النتائج ولو هلك البشر والشجر. 
المواطن الفلسطيني يتساءل ليل نهار لماذا لا تستجيب حماس لنداء المصالحة الصادق الذي ترسله لها السلطة في كل يوم، وهل حماس لا تتحكم في قرارها بل يملى عليها من الخارج وحتى هذه اللحظة الانقسام يحقق لهؤلاء مخططهم المرسوم الذي أعد في بعض مكاتب المخابرات في الدول الغربية وبعض الدول العربية. 
أي يوم يمر دون أن ينتهي الانقسام وتعود للوطن لحمته وتعود غزة المغتصبة لحضن الوطن وليتوحد الجهد الفلسطيني الداخلي لكي يواجه إسرائيل والعالم وينطلق العمل السياسي الفلسطيني بقوة، لكي يقترب الفلسطينيين شيئاً فشيئاً نحو دولتهم المستقلة. 
على أبناء الشعب الفلسطيني أن لا يغفروا أو يسامحوا مراهقي السياسة الجدد والذي لا يعرف ماذا يريدون فقط هدفهم وغايتهم العبث واللهو في الساحة الفلسطينية وهذا حتماً يحقق رغبات دولة الاحتلال والتي جاءها الانقسام على طبق من ذهب لتتملص من كل الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت بين الطرفين تحت راعية المجتمع الدولي. 
حماس عليها الذهاب الى المصالحة دون أي شرط وعليها أن تتحمل مسؤولية ما قد يجري لغزة لوحدها، لان حبل النجاة الذي تملكه السلطة وتمده لحماس على مدار السنوات سيقصر يوماً بعد يوم، ويكون الضحية هم الفقراء والمعدمين من الشعب الفلسطيني والذي تقودهم حماس الى الموت ليس لسبب يذكر وإنما نتيجة الجهل ومناكفة السلطة، مع فتحها الباب على الغارب مع إسرائيل وكثير من دول العالم.