يستحق انتصار الأقصى الذي صنعه المقدسيون بأجيالهم الجديدة، وانجزته القيادة الفلسطينية برمزها الرئيس أبو مازن الذي اصبح معروفا لدى كل الأوساط العالمية بمصداقية ودقة قراءاته للواقع المحيط به فلسطينيا وعربيا ودوليا، ونجاحه في تجسيد لحظات خارقة من التوحد وضبط الإيقاع مع شعبه الفلسطيني، وجدية التنسيق مع كل القوى العربية الأكثر تأثيرا في الحالة الفلسطينية المفتوحة دائما على بعدها الدولي، يستحق هذا الانتصار الذي يعد بما بعده أي زوال الاحتلال واستكمال الاستقلال في دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية، وهو مشروع الاجماع الوطني.

 المتابعة والبحث والتقصي عن تأثير هذا الانتصار الكبير على جميع الأطراف، ومن بينها حماس صانعة الانقلاب والانقسام والمدفوعة بقوة الوهم والحسابات الخاطئة الى الانفصال، ومعها بعض القوى واللاعبين الوهميين الآخرين، الذين رأيناهم فور اعلان النصر، وفور نزول نتنياهو عن الشجرة حتى لا يخسر اكثر، رأيناهم يتصرفون بفقدان وعي كامل، وبصيحات مجنونة تبشر بذهابهم الى الانتحار.

فحماس ومن يلعب معها من الصغار، وجدت نفسها خارج المشهد تماما، ودعواتها الى إسرائيل بأنها على استعداد اكثر لخيانة شعبها من اجل ان تظهر في المشهد بأي شكل، وصراخها الهستيري بأن القدس ليست بحاجة الى الأموال، (كما قال فتحي حماد)، ولكن بحاجة الى جيوش لتحريرها، ردا على مبادرة الرئيس بتخصيص خمسة وعشرين مليون دولار للقدس ودعواته المفتوحة بوجوب مساعدة القدس، اشعر أن هؤلاء الراقصين الحمساويين يرقصون في الفراغ، وانهم غابوا عن القدس والمقدسيين الأبطال، وخرجوا من أولويات شعبهم التي تفرض نفسها، وأنهم اصبحوا فقط مثل شهود الزور الذين يتكدسون على أبواب الحاكم، لعل أحدا يستأجرهم لشهادة زور مقابل شيئ ما أي شيئ

يفخر الشعب الفلسطيني بتحمله أعباء تكاليف القدس، فلماذا حماس غاضبة؟ ولماذا احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي في غزة الذي اسقط شرعيته بيده حين وافق على الانقلاب وتدنس بدنسه، وتلطخت يداه بدمائه، لماذا ينهمك على هذا النحو في مسرحيات (اللامعقول) حتى ولو مع الشياطين انفسهم؟ بينما كان المقدسيون في قلب المعركة مع الرئيس الشرعي للبلاد كان هو ومن على شاكلته واجمين بحقد كأنما جمدتهم الصواعق التي ترجم الشياطين، وبعد ان سدوا آذانهم بتعمد ضد خطة الرئيس أبو مازن راحوا يقفون على أبواب الاخرين يستجدون أدوار الخيانة، ألا خاب بئس العاقبة، وخاب حقد الحاقدين.