ناصر شحادي

بدعوة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منقطة صور، أقيم مهرجان سياسي إحياء للذكرى التاسعة والستون في مخيم البص، بحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضو قيادة حركة "فتح" اقليم لبنان أبو أحمد زيداني، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وقائد حركة "فتح" منطقة صور توفيق عبدالله، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، وقادة فصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب والفعَّاليات والشخصيات الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني .

بدأ الحفل بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء. ومن ثمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وبعدها كانت مقدمة لمسؤول الاعلام في منطقة صور محمد بقاعي، حيث أكد على التمسك بالثوابت الفلسطينية بقيادة رمز شرعيتنا سيادة الرئيس محمود عباس،  وعلى درب الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد الرمز أبو عمار، متمسكين بوحدتنا ومقاومتنا ومحافضين على وصايا شهدائنا إلى أن يتحقق النصر وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويعود أبناء شعبنا إلى ديارهم التي هجروا منها وتحرير كل أسرانا البواسل من المعتقلات الصهيونية.

ومن ثمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة أكد فيها "أننا استطعنا أن نخرج من عنق الزجاجة، ونخطُ مستقبلنا بأيدينا، وأن نحسم أمرنا بقرارنا وخيارنا، نوقف اليوم أمام ذكرى النكبة، نكبة شعبنا الفلسطيني، علماً أنها سياسياً نكبة الأمة العربية، في 15 أيار استاعطت الحركة الصهيونية أن تقطف ثمار جهد مشترك على الصعيد الدولي والذي نتج عنه مؤامرة مدبَّرة رسمت خارطة جديدة للعالم خاصة في الشرق الأوسط، نعم الحركة الصهيونية قُدم لها على طبق من ذهب الأرض الفلسطينية لتبني كياناً صهيونياً عداونياً على حساب فلسطين وشعب فلسطين، فهذه النكبة لم تكن من صنع الصهيونية وحدها بل مؤامرة دولية قادتها بريطانيا التي كانت صاحبة الإنتداب على أرض فلسطين".

عاش شعبنا الفلسطيني على الألم واللوعة والحزن على مستقبل ترابه ومقداسته ولكن قيادة الشعب الفلسطيني وهي من الطليعة الشبابية صارعوا إلى استنهاض الكادر الشبابي المعبأ وطنياً من أجل أن يبني مستقبل شعبه بيديه في وقت كانت المخابرات في مختلف الدول تحاسب اللاجئين على أبسط الأمور، ولكن هذا الأمر لم يمنع شعبنا الذي سماه الرمز الشهيد ياسر عرفات شعب الجبارين من أن يستعيد الإمساك بقضيته الوطنية، فأستطاعت طليعة حركة "فتح" أن تأسس التنظيم الأول وهي حركة "فتح" في العام 1959، التي انطلقت في العام 1965 بعملية رمزية نموذجية والذي استشهد فيها الشهيد أحمد موسى، وانطلقت المسيرة وتشكلت الفصائل الفلسطينية وكان ألهم الأول كيف نستعيد الخارطة الفلسطينية على الخارطة العالمية فكان التحدي الأكبر عندما أصيبت الأمة العربية بالنكسة في العام 1967 يومها أدركت قيادتنا أن الأنظمة العربية مهزومة، فقررنا أن نكون الرافعة التي ترفع الأمة العربية، وبدأنا مشوارنا الكفاح المسلح، فصنعنا ثورة وكان لنا تاريخنا العسكري وأبرزها معركة الكرامة.

قدمنا الشهداء والجرحى وتبقى القضية حية، وفصائل الثورة الفلسطينية متمسكين بالعودة لأرضنا فلسطين وشعبنا لا بد أن ينتصر.

لقد خاضت قيادة "م.ت.ف" الكثير من المفاوضات بعد اتفاق أسلوا الذي كان المخرج الذي لا بد منه أمامناً جميعاً، ولم تجد قيادة "م.ت.ف" سوى أن توافق على هذا الإتفاق للخروج من المأزق القاتل، ولو لم يتم هذا الاتفاق لكانت هناك مخارج مأزومة أكثر خسارة، ولكن الخروج إلى الداخل هو الذي أعطى الفرصة لحياة ثورتنا ولشعبنا على أرضه، وبعد نشوب الحرب بين حماة الأقصى وجنود الاحتلال يوم دخل شارون المسجد الأقصى ومعه 3000 جندي صهيوني قدَّم شعبنا الفلسطيني عشرات الشهداء ومئات الجرحى وارتقى ثلاثة عشر شهيداً في أراضي 1948 هذا هو الشعب الفلسطيني والخطر الصهيوني يتضاعف يوماً بعد يوم على كل الأراضي الفلسطينية ليس فقط بالضفة وغزة بل أيضاً على الأراضي المحتلة عام 1948.

نحن اليوم بعد مرور 69 عاماً على النكبة، العدوان الصهيوني كشف القناع عن وجهه، وليس من حق أي طرف في العالم العربي والاسلامي أن يقول أنه لا يعرف المشروع الصهيوني أي لا دولتين ولا دولة واحدة، الكيان الصهيوني يعتبر المعركة في القدس والضفة الغربية بشكل خاص لأنه يعتبرها أرض الميعاد. من هنا نقول لكل شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية أننا صممنا أن نهتف للأرض والمقدسات وإزاء ما يجري من تطورات سياسية، فإن الأوضاع الحالية سياسياً هي في محاض سياسي ليس سهل بوجود الولايات المتحدة ورئيسها الجديد والتي أعطت مؤشرات سوداء ولكن قيادتنا كانت جريئة لدخول هذه العاصمة ليعرفوا ماذا نريد ونحن أصحاب الحق، فذهب الرئيس محمود عباس إلى الرئيس ترامب وأفهمه أن الشعب الفلسطيني يريد حل الدولتين على الحدود العام 1967 وإسرائيل لا تريد حل الدولتين وتريد منا الإعتراف بيهودية الدولة أي أن كل أرض فلسطين هي أرض اسرائيلية وهذا لن نقبل به.

وإننا ندرك أبعاد البعد القانوني والسياسي لطرفنا وآن الأوان لشعبنا أن يتحرر أسوة بشعوب العالم بعد مرور سبعين عاماً.

عاش نضال شعبنا الفلسطيني من أجل الحرية والإستقلال، وتحية لأسرانا البواسل في نضالهم ومعركتهم من أجل الحرية الذين يتصدون بامعائهم الخاوية للجلاد الصهيوني ويسطرون في كل لحظة أروع ملاحم الصمود والعزة والكرامة، المجد لشهدائنا الأبرار وإننا لمنتصرون باذن الله عز وجل.