على مواقع التواصل الاجتماعي، تكبر يوما بعد يوم حملة «تمرد» فلسطينية في غزة، بل انها اصبحت مثار اهتمام اعلامي واسع على الصعيدين العربي والاقليمي، والى الحد الذي تبدو معه اليوم حركة حماس وسلطة الانقلاب في حالة من الارتباك الشديد، راحت تدفع بها الى ملاحقة مخاوفها قبل ان تلاحق اي شيء آخر، وهي تشن حملة اعتقالات ضد بعض المواطنين هناك على وهم انهم من نشطاء «تمرد» لاطفاء جذوة هذه الحملة قبل اشتعالها في هشيم سلطة الانقلاب وسياساتها التعسفية.
وعلى ما يبدو ان سلطة الانقلاب لا تعرف ان عالم الاعلام اليوم، مفتوحة ابوابه على مصراعيه، لا للطلاع على احدث الانباء فحسب بل وللتفحص ومعرفة الخبر الصحيح والصادق من الخبر الكاذب، فانها لا تزال تظن ان فبركتها للانباء بهذا الشأن قابلة للمرور والتصديق ، فقد اعلنت داخلية سلطة الانقلاب في بيان بالغ العمومية والتوليف، انها تمكنت من اعتقال المسؤولين عن حملة تمرد وان محركها الرئيس موجود في مصر (...!! ) ويساعده شخص من الضفة الغربية موجود في نابلس وآخر في غزة قد اعترف بعد التحقيق معه بانه عميل اسرائيلي... !!! هكذا ودون ان تذكر اسم شخص واحد من الثلاثة الذين تحدث عنهم بيان داخلية سلطة الانقلاب البغيضة، وكما يقول المثل الشعبي «مجنون يحكي وعاقل يسمع» والجنون كما تعرفون بعض اوجه الحماقة التي تظن ان كل ما تقوله من اكاذيب واوهام، سيكون موضع صدق وتصديق، والكذبة الكبرى في بيان داخلية حماس ليس «العميل الاسرائيلي» بل محرك حملة تمرد الموجود في مصر...!!!! ، وعلى اية حال اصدر شباب حملة تمرد بيانا بوسع الجميع مراجعته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تحدوا فيه داخلية حماس ان تشهر بينة واحدة، او اسما واحدا يعطي بيانها مصداقية ما، وعلى هذه الداخلية ان تواجه هذا التحدي او لعل النصح هنا اكثر فائدة فنقول ليت سلطة الانقلاب والانقسام، لا تكرر حماقات جماعتها من الاخوان في مصر فتمتثل مبكرا لصوت الشارع الغزي لتستجيب لمطالبه بانهاء الانقسام والعودة الى بيت الشرعية الفلسطينية، فلقد انتهى مشروع الاخوان المسلمين، فلماذا المكابرة التي لن تكلف غير الخسارات والهزائم لاصحابها، وهذا ما يراه الجميع اليوم في مصر التي اسقطت هذا المشروع بين الناس اولا، والى زمن اظنه سيطول كثيرا.