قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، إنه آن الأوان أن تتخذ الأسرة الدولية موقفا موحدا وحازما، وأن تبادر للمشاركة الجادة بجهود صنع السلام والانتصار لمعاناة شعبنا، ومساندة مساعي القيادة الفلسطينية لضمان إنهاء كافة أشكال الاحتلال الإسرائيلي، وفك الحصار عن قطاع غزة، وتجسيد سيادة دولة فلسطين، دولة حرة مستقلة ومتواصلة جغرافيا، لا يطوقها الجدار أو يحاصرها الاستيطان.

جاء ذلك في كلمة الحمد الله في الاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية، اليوم الخميس في رام الله، بحضور ممثل ألمانيا لدى دولة فلسطين بيتر بيرويرث، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وسفراء وقناصل الدول، والشخصيات الاعتبارية.

وأضاف الحمد الله: "يسعدني ويشرفني أن أشارككم اليوم إحياء ذكرى الوحدة الألمانية، هذه المناسبة السعيدة والملهمة ليس فقط للشعب الألماني الصديق بل ولشعوب ودول العالم بأسرها، فقبل أكثر من ربع قرن من الزمن، مضت ألمانيا على طريق الوحدة وتكريس التسامح والانفتاح، لتصبح حرة موحدة، بل وواحدة من أعظم الأنظمة الديمقراطية في العالم، وتطوي إلى غير رجعة تاريخ التقسيمِ والانفصال".

 وتابع: "نيابة عن فخامة الرئيس الأخ محمود عباس وباسم حكومة وشعب فلسطين، أهنئكم جميعا، وأتمنى لشعب وحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، دوام الاستقرار والتقدم والازدهار".

وقال: "تحتضن فلسطين احتفالاتكم في غمار معاناة إنسانية متفاقمة، إذ لا يزال الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرضها، يصادر مواردنا ومقدراتنا، ويفرض نظاما عنصريا تعسفيا يعيق جهود التنمية والبناء، ويحكم الخناق على مدننا وبلداتنا وقرانا، ويحاصرها بمخططات التهجير والتهويد والاقتلاع في القدس كما في الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، إذ هدمت قواته منذ بداية العام الحالي، حوالي ثمانمائة وسبعين منشأة، من بينها ثلاث مدارس وحوالي مئتين وخمسين منشأة ممولة من المجتمع الدولي نفسه. ويأتي هذا كله، في وقت يستمر فيه الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، ويترك أهله فريسة للمرض والفقر والبطالة".

وأضاف رئيس الوزراء: نجتمع وإياكم في ذكرى الوحدة الألمانية وسقوط جدار برلين، في وقت لا تزال فيه بلادنا تئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي وجداره واستيطانه، ويتوق شعبنا إلى الحرية والاستقلال وتقرير المصير، ويواصل، رغم التحديات والمعيقات، مسيرة بناء دولته وتطوير مؤسساتها.

وتابع: "في مسيرة شعبنا نحو بناء دولته واستنهاض قطاعاتها وتعزيز الصمود والبقاء، كانت ألمانيا ولا تزال، شريكا حيويا يدعم جهود التنمية والبناء، حيث تساهم بحوالي 29% من ميزانية التنمية الخاصة بالمفوضية الأوروبية، كما تلعب مساهماتها المدفوعة دورا هاما في برامج التنمية التي تنفذها الأمم المتحدة والبنك الدولي في بلادنا".

وأوضح رئيس الوزراء أن أوجه التعاون الاستراتيجي بين فلسطين وألمانيا امتدت على مر الأعوام، لتشمل قطاعات التعليم والصحة والطاقة المتجددة، والقضاء والأمن، بالإضافة إلى مشاريع المياه والصرف الصحي وغيرها. كما انبثقت، في إطار اللجنة الوزارية الفلسطينية الألمانية المشتركة، الكثير من اتفاقيات التعاون الفني والمالي، وقال: نتطلع إلى تكريس المزيد من هذه الاتفاقيات في الاجتماع الرابع لهذه اللجنة الذي سيعقد في برلين أواخر الشهر الحالي، وإننا، وإذ نثمن عاليا الدعم الألماني المتنامي، فإننا نعول على استمراره وتعزيزه أيضا، ليشمل المزيد من العمل والاستثمار، خاصة في غزة وفي المناطق المسماة (ج).

واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "نهنئكم مجددا بذكرى الوحدة الألمانية، وكلنا أمل بأن نحتفل معكم العام المقبل، وقد تجسدت سيادتنا الوطنية في قلب دولة فلسطين، على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية وسقطت إلى الأبد كل أشكال الاحتلال والتمييز العنصري".