يقولون " وطنك هو المكان الذي تصحو فيه على أصوات تحبها". أما وطني فله خصوصيته الاستثنائية، ففيه نصحو على موسيقى الجرافات الاحتلالية وهي تهدم منازلنا .. نصحو على أصوات الرصاص .. نصحو على صراخ أطفالنا الخائفين.. نصحو على خبر استشهاد أو اعتقال.. ومع هذا كله فإننا نصحو على أصوات التفاؤل والأمل بأنه حتماً سيشع ضوء الوطن وضوء الدولة وسيأتي اليوم الذي نصحو فيه على أصوات الحرية والانتصار .

تتميز النوتة الفلسطينية لما تعبر به في ألحانها فتستطيع أن تستشعر بسماعها وفاء الشهيد ،شجاعة الشبل ،اندفاع المقاوم ،صبر الأسير،تحمل الجريح  وغضبة النساء.

يرتفع في ثقافتنا الشهيد ولا يسقط .. كذلك النوتات الفلسطينية ترتفع ولا تسقط. نعم إن النوتة الفلسطينية ليست طبيعية وكيف بوسعها أن تكون طبيعية في وضع غير طبيعي؟

نحب كفلسطينيين أن نسمع أصوات الفرح ونعزف نوتات الفرح دوماً ولكن أين بائع الفرح؟ لقد تغيب عنا طويلاً وأطال في غيبته فمتى يأتي بائع الفرح و نعاود الاستماع إلى نوتات طبيعية؟.

قد يغلب على النوتات الفلسطينية أحياناً طابع اليأس ولكن ما زال الفلسطيني على الرغم من كل الإحباطات والإرهاصات التي لا تنذر بخير في المستقبل يحتفظ بتذكرة الأمل، فكل فلسطيني أصيل يحتفظ بغصن أخضر في قلبه وتأتي العصافير لتغرد فيه، فتغرد حنجرته بنوتات الحب والأمل.

تمثل هذه "النوتات الفلسطينية" الحقيقة المذهلة، حقيقة ما يجري في فلسطين. إن هذه النوتات تظهر الحقيقة بشكل أكثر بساطة ووضوحاً من كل الوسائل التي ينشدها الإعلاميين والسياسيين، نوتات يمتزج فيها الحزن والألم بالعهد والوعد، فرغم الموت و القصف والتهجير و الاحتلال تبقى فلسطيننا شوكة بحلق الأعداء.

هكذا نحيا وهكذا نرقص مع الحياة وهذه هي نوتاتنا العجيبة.. نوتات الحُرقة والأنين .. نوتات الأمل والحنين ..نوتات الفرح المنقوص .. نوتات الفلسطيني الحزين.