مرة اخرى تعود حركة حماس كما فعلتها في الانتخابات السابقة، لتمارس الدعاية الفارغة من المضمون، والقائمة على الخداع، بتصوير غزة المنكوبة بانها ترقص فرحا بما تعيش من امن واستقرار ورغد العيش وخلوها من المحرمات، وذلك بفضل" ادارتها الحكيمة، وعدالة حكمها"، منذ ما يقرب العقد من الزمن.

بالطبع #كيف صارت غزة، وهو السؤال الذي طرحته لترويج بضاعتها الانتخابية، لا يخفى حالها على احد، بل لا يسر عدوا ولا صديق، من هول الكارثة الانسانية التي تعيش، سواء فيما يتعلق بمعدلات البطالة والفقر التي فاقت الـ 40%، او ارتفاع  نسبة الجريمة  والانتحار، اضافة الى استمرار آلاف الاسر خارج مساكنهم، ناهيكم  عن استمرار حكم اهلها بالحديد والنار، وقمع كل من يفكر بالاختلاف مع سلطة الامر  الواقع فيها.  

في الانتخابات  التشريعية 2006، كان سلاح حركة حماس الامضى في مواجهة حركة فتح، استخدامها لشعار ثلاثي الابعاد، بعده الاول كان باستخدام معارضة اميركا واسرائيل "الظاهر" لحماس، فكان شعارها ان "اميركا واسرائيل قالتا لا لحماس فانت ماذا تقول؟ فكان الرد من الشارع بانه مع حماس لانه لا يقبل ان يكون مع اميركا واسرائيل في ذات الخندق، فيما كشف مؤخرا  امير قطر تميم بن حمد ال ثاني، في مقابلة له على شبكة «سي. إن. إن» الأميركية، ان والده "امير قطر السابق" تدخل شخصيا لاقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات بطلب اميركي.

 اما البعد الثاني لشعار حماس فكان يستهدف احتياجات الشارع، فقالت ان هدفها من المشاركة في الانتخابات هو الاصلاح والتغيير، واقسمت الايمان المغلظة، ان فلسطين ستشهد في عهدها تغيرا يجعلها سنغفاوره العرب، الا ان تجربة حماس في الحكم وان كانت قصيرة – الحكومة العاشرة والحادية عشرة-  كانت توضح بشكل جلي سياسة الاقصاء والتفرد، خلافا لما وعدت به، بل زادت الطين بلة، عندما نفذت انقلابا في غزة بعد عام من انتخابها، قسم الوطن، وشرذم قضيته، ولا زلنا نعاني بسبب استمراره بعد تسع سنوات، لتصبح غزة شبيهة الصومال.

 اما البعد الثالث فكان غيبيا بان الصوت امانة، وبان من لا يصوت لحركة حماس يدخل نفسه في دائرة التكفير، ويغضب رب العالمين، رغم ان حكمها الشرعي لمن شارك في الانتخابات في العام 1996، تصويتا او ترشيحا، بانه آثم، والبعض منهم قال انه يخرج من الملة، لكنهم سرعان ما استبدلوها بان "الضرورات تبيح المحظورات".

واليوم ونحن على ابواب الانتخابات للهيئات المحلية، التي تم اقرار موعدها في الثامن من تشرين الاول المقبل، فان الحاجة محلة للتنبه بان لا يتم الخضوع للتلقين، او التغييب للعقل في الحكم فيما يتم نثره من وعود من قبل المرشحين، بل ان الموجب الاستماع الى برامج واعية وعاقلة بعيدة عن الشعارات الرنانة، وبعيدا عن الخرافات، ولهذا من الفرض فحصها،  وتحديد منسوب التضليل الذي يمارسه البعض، فالمؤمن لا يلدغ  من جحر مرتين، وما تكرار فعل الشيء عدة مرات والتوقع للحصول على نتيجة مختلفة الا غباء، والعياذ بالله.