تصوير: فادي عناني

نفَّذت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا يوم السبت 13\8\2016 اعتصاماً تضامنياً مع أسرانا البواسل القابعين في زنازين الاحتلال الصهيوني.

وكان في استقبال المعتصمين أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وأمين سر شعبة عين الحلوة ناصر ميعاري.

وتقدَّم المشاركين في الاعتصام عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر ممثِّلاً الأمين العام للتنظيم الدكتور أسامة سعد، وقادة فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف الفلسطيني في صيدا وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في المنطقة وأمناء سر وأعضاء شُعَبها التنظيمية، وممثلون عن اللجان الشعبية، وأعضاء وكوادر المكاتب الحركية للمرأة والكشّافة والطلاب، وثلة من أشبال منطقة صيدا، وحشد جماهيري من مخيمات صيدا وضواحيها.

بدايةً قدَّم عريف الاحتفال مسؤول الإعلام في شعبة عين الحلوة لحركة "فتح" محمد حجازي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية التي ألقاها العميد ماهر شبايطة، ومما جاء فيها: "الاخوة قادة العمل الوطني الفلسطيني واللبناني من مخيمات الشتات في لبنان ومن عاصمة الشتات الفلسطيني معسكر الشهيد معروف سعد من عاصمة الشهداء مخيم عين الحلوة نبرقُ بالتحية الحارَّة المليئة بالفخر والإباء الى أسرانا الابطال في كافة قلاع الأسر وهم يواجهون جبروت السجَّان بصدورهم العارية وإرادتهم القوية، والتحية موصولة أيضاً لذويهم وأهلهم الذين صبروا وصابروا وتكبّدوا العناء بغياب أبنائهم خلف القضبان.

إنَّ ما يسطره أسرانا في تركيع السجان وقرع جدران الزنازين والاستمرار في الاضراب عن الطعام يدل على أنَّ الشعب حيٌّ ومستمر في انتفاضته على كل الاصعدة، وإنَّ الاسير بلال كايد يكيد العدو ومعه القائد مروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي وأحمد سعدات وبقية الأسرى، ويشعلون القلق في نفوس الاحتلال وبنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان. إنَّ هذا الاضراب جعل من وحدتنا الفلسطينية مستمرة في السجن وخارجه، ولعلَّ الانتخابات البلدية المقبلة تكون بادرة إعادة المياه الديمقراطية الى حياتنا السياسية".

وأضاف "لو اردنا الحديث عن معاناة الأسرى نحتاج الى الأيام وحتى الأسابيع ولن نستطيع أن نحصرها، فالأسرى المرضى يعانون الموت البطيء في سجون الاحتلال في ظل الاستهتار بحياتهم وعدم توفُّر الرعاية الطبية اللازمة لهم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الخطورة على حياتهم وانعدام الامل في شفائهم، وسياسة الاهمال الطبي للمرضى ليست تصرفات فردية او استثنائية كما يدَّعي الاحتلال، إنما هي سياسة ممنهجة ومقصودة من أجل قتل الاسرى جسدياً ونفسياً، وحتى زرع الامراض في أجسادهم لتعذيبهم وقتلهم بعد تحررهم من سجون الاحتلال. كما أنَّ اعتماد الاحتلال منهج الاعتقال الاداري ما هو إلّا من باب الخوف على أنفسهم، لذا يستمرون في أسر ابطال الشعب الفلسطيني، فالأسير بلال كايد قضى 14 عاماً في الاسر وبعد انتهاء مدة حكمه ما زالوا مستمرين في اعتقاله خوفاً منه.

وقد قال الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات يوماً إنَّ الاسير هو من يأسر إسرائيل وليس العكس، وإن ستة آلاف أسير فلسطيني يحاصرون إسرائيل وهم داخل الزنازين وخارجها، كما نؤكِّد ما قاله الرئيس ابو مازن انه لا سلام ولا أمان ولا استقرار في منطقة الشرق الاوسط طالما هناك أسير فلسطيني خلف القضبان، وإنَّ من أولويات القيادة الفلسطينية كما حرَّر الشهيد الخالد ابو عمار أسرى معتقل أنصار الستة آلاف فإنّنا سنحرر الاسرى مهما طال الزمان".

وتابع "ونحن في الذكرى السابعة والستين للتوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة بتاريخ أمس 12\8\1949 نطالبُ الحكومة السويسرية الراعية لاتفاقيات جنيف بالعمل لعقد مؤتمر طارئ للدول الاطراف الموقِّعة على هذه الاتفاقية".

وختم قائلاً: "كل التحية لأسرانا الابطال جنرالات الصبر والصمود في معتقلات العدو الصهيوني وزنازينه، الذين يدافعون ويحافظون على كرامة الأُمَّة العربية في زمن الانحناء والانحطاط والتخاذل العربي والدولي. كما نطالب بمحاكمة اسرائيل على ما تقوم به من انتهاكات بحق الاسرى والقدس والاستيطان والقتل اليومي والبطش وهدم البيوت. التحية لاهالي الاسرى الابطال في معتقلات العدو، ونقول لهم مهما كابرَ الاحتلال سيرضخ في النهاية لحقوق شعبنا، لتعود البسمة على شفاه الاسرى وذويهم، وإن تحرير أسرانا واجب وطني ومن أولويّاتنا شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، وإنها لثورة حتى النصر".

كلمة الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والإسلامية اللبنانية ألقاها محمد ظاهر، فقال: "من داخل عين الحلوة في لبنان نتوجّه بألف تحية الى الاسرى والمعتقلين والجرحى الذين يدافعون عن الأُمّة العربية والإسلامية وعن المقدسات المسيحية والإسلامية، نخاطب الجميع ونقول لهم أيها الاخوة أيها الاحبة يا مَن تخافون الباطل، ابتعدوا عن الشائعات والاتهامات التي تستهدف شعباً بكامله".

وأضاف "إن اهلنا في المخيمات، وخاصة مخيم عين الحلوة، كان لهم اليد الطويلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي العام 1982، والذي يدافع عن شعبه لا يمكن ان يكون ضد شعبه في المخيمات. إننا ندافع عن المخيمات شاء مَن شاء وأبى مَن أبى. داخل المخيمات أفراد وجماعات مستقلة خارجة عن الاجماع الفلسطيني واللبناني، لكن أول المتصدين لهؤلاء ولمشاريعهم هو الشعب الفلسطيني واللبناني، ونحن نثمِّن دور القيادة السياسية والقوة الامنية داخل المخيّم التي يُشهَد لها بحكمتها وجهدها للحفاظ على أمن المخيم والجوار، ونؤكّد ونعاهد أسرانا الذين يدفعون أثماناً غالية أنَّ حريتهم أمانة في أعناقنا، عهد وأمامكم ومن هنا من معسكر الشهيد معروف سعد نؤكّد لهؤلاء الأسرى أنَّهم كما اعتُقِلوا بالقوة فلن يحرروا إلا بالقوة وبقوة المقاومة بكافة أشكالها وخاصة المقاومة الفلسطينية التي علَّمت كل العالم معنى المقاومة، والشعب الفلسطيني الذي استطاع أن يصنع المعجزات، وسنواصل الضغط من اجل اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين من سجون العدو الصهيوني".