اليوم تسجل درجة الحرارة رقما قياسيا في مثل هذا الوقت من الشهر الخامس حيث ستقترب من حدود اربعين درجة مئوية, بعد ان شهدنا امس يوما حارا على غير العادة. وكانت وكالة ناسا الاميركية اشارت الى ان شهر نيسان الماضي كان الاشد حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 130 سنة, وكان العام الماضي الاكثر حرارة ايضا وهذا يعني ان المناخ في طريقه للجفاف اكثر ما سيؤدي الى الحاق اضرار بيئية كبيرة فيكفي ارتفاع درجة حرارة الارض درجة واحدة لكي تغرق مدنا وتتحول مناطق خضراء الى صحراء. وفي بلادنا يبدو تأثير ذلك جليا ومرعبا من حيث استمرار احوال التصحر وجرف التربة والقضاء على النبات, ولا توجد حتى الآن جهود ملموسة لوقف الاحتباس الحراري رغم توقيع اتفاقية المناخ قبل فترة لأن الدول الصناعية هي السبب الرئيس في تلوث البيئة وانبعاث الملوثات الغازية والتسبب في الاحتباس الحراري, فيما ان عمليات قطع الاشجار في الغابات المطيرة في اميركا اللاتينية والوسطى وجنوب شرق آسيا تفرغ الجو من الاكسجين وتزيد نسبة ثاني اكسيد الكربون.

 وفي حالتنا ليس هناك خطوط حمراء امام الاستيطان الذي يجرف التربة ويقطع الاشجار ويحرق المحاصيل ويشق طرقا استيطانية مدمرة ويبني المستوطنات في الاحراش الطبيعية ويفني الاشجار التي هي مفاعل طبيعي لانتاج الاكسجين, ولعلنا نلاحظ ان نسبة الغبار في الهواء باتت اكبر من المعدل بسبب قطع الاشجار وتجريف الاراضي وتعرية سطح الارض وانخفاض منسوب الامطار سنة بعد سنة, فالأنشطة الاستيطانية عدا تلويث البيئة بالمجاري والمخلفات الصناعية صارت اكبر عدو للبيئة عندنا. كما ان مفاعل ديمونا كما نشر يعاني من اكثر من 1500 خلل فأين تذهب مخلفاته الضارة وهل صحيح ان ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان في محيطه وفي جنوب الخليل والجهة الاردنية من الحدود ترجع الى الاشعاعات المنبعثة منه؟ كل شيء وارد ولكن الاحتلال لا يعترف بمضار الاستيطان وتدميره للبيئة بل ربما يقول ان المستوطنين يتنفسون ثاني اكسيد الكربون ويحولونه الى اكسجين بعكس الفلسطينيين وبني البشر.