تحت عنوان "معاً وسوياً لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية" أحيا الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" ذكرى انطلاقته ال26 بحفل فني سياسي في المركز الثقافي العربي في مخيم برج البراجنة، مساء الجمعة 18/3/2016 بحضور القنصل رمزي منصور ممثلاً سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، وأمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، وممثل حزب الله الشيخ عطالله حمود، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية الإسلامية والفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية والمؤسسات والهيئات الفلسطينية واللبنانية وحشد جماهيري من المخيمات.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاه النشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقى الشاعر الفلسطيني عماد عرعور أبياتاً من الشعر لفلسطين.

وألقى العميد مصطفى حمدان كلمة القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية جاء فيها:  "إنه آذار فلسطين، إنه يوم المرأة العالمي بالنسبة إلينا، إنه يوم أمهات الشهداء في فلسطين، يوم دلال المغربي والمناضلات والمقاومات على أرض فلسطين، ومن على منبر فدا نتوجه بالتحية إلى المناضلة والمجاهدة بنت القدس نهى كامل. إنه آذار فلسطين ومعركة الكرامة التي رفعت رؤوس العرب عالياً، إنه يوم إعلان الجمهورية الفلسطينية على أرض فلسطين، يوم دلال المغربي ويوم أبو عمار ويوم أبو جهاد ويوم وديع حداد.

وتحدث حمدان عن تفاصيل عملية دلال المغربي وقال: لقد أرسلت المقاومة سنياً وشيعياً لكي يستشهد على أرض فلسطين وليست مصادفه أن يخرج في هذه العملية بالتحديد مقاتل ومقاوم من اليمن الشمالي ومن الجنوبي وهنا تكمن عبقرية القادة قادة المقاومة في فلسطين، لن يستطيع أحد أن يحرفنا عن بوصلتنا الفلسطينية ولن يستطيع أحد أن يجعلنا نفكر خارج إطار فلسطين، أنتم ستبقون المثل والمثال حتى نحرر فلسطين وقدسها الشريف. وروى الفنان الحكواتي الجليل عبد عسقول حكاية فلسطين.

بعدها ألقى كلمة فلسطين عضو المجلس الثوري جمال قشمر جاء فيها: "نلتقي اليوم في ذكرى انطلاقة فصيل من فصائل النضال الفلسطيني، فصيل من فصائل منظمة التحرير.. هنيئاً لكم أيها الرفاق في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، وهنيئاً لمنظمة التحرير مظلة  كفاحنا الوطني وكياننا المعنوي ورائدة الثورة الفلسطينية المعاصرة. هنيئاً لمنظمة التحرير التي اتسعت للجميع كبيرها لا يأكل صغيرها، بل تدع ألف زهرة في بستان فلسطين تتفتح. إنها ديمقراطية البنادق التي تتكامل وليست البنادق التي تتقاتل، البنادق التي تتوحد وليست البنادق التي تتنازع. هذه هي منظمة التحرير لذلك قادت هذه المسيرة، قادتها عبر حركة "فتح" التي جعلت من منظمة التحرير واحة للجميع تتكامل فيها الجهود وتتكامل فيها التضحيات. المهم أن تبقى الوجهة لفلسطين، وأن تبقى البوصلة فلسطين، وأن تبقى الغاية تحرير فلسطين. منظمة التحرير منذ انطلاقها آمنت بالكفاح المسلح، على قاعدة أن لفلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية".

 وتابع: لقد أبدع الشعب الفلسطيني فإذا بالحجر أسلوب نضال وإذا بالطفل مقاتلاً في الميدان وإذا بالانتفاضة الأولى تعيد فلسطين الذي قالوا في ٨٢ أنها ذهبت إلى غير رجعة، وأن منظمة التحرير قد انتهت، جاءت الانتفاضة الأولى لتعيد الكفاح الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير إلى  قلب الحدث وصناعة الحدث.

واستطرد قشمر قائلاً:  حين ظنوا أن الأوضاع التي عصفت بالمنطقة وجعلت فلسطين في آخر الاهتمامات إذ بالفلسطينيين، وإذ بالشباب الفلسطيني، إذ بأصحاب القبضات والارادة التي لا تشيخ يحملون السكاكين، وإذ بالسكين أسلوب وكفاح. هنيئاً للشعب الفلسطيني، يبتدع كل يوم أسلوب نضال، المهم والمقدّس هنا هو الهدف، وإن الأساليب  تتغير حسب المعطيات. 

هنيئا لهؤلاء الرجال، يعيدون فلسطين إلى قلب الحدث وتعود كل الأولويات التي اعتقدوها أولويات طارئة وتصبح فلسطين الأولوية التي لا أولوية عليها.

نحن في فتح نعتبر هبّة الأقصى هبّةّ مباركة نشارك فيها، نقودها، ندعمها، ونعمل على تطويرها، وهي إلى جانب الحراك السياسي والكفاح السياسي متكاملان. ولهذا ففي اللحظة التي أعلنا موافقتنا على المؤتمر الدولي وعلى المبادرة الفرنسية التي يبدو أن دونها الكثير من العقبات، مستمرون بهذا الحراك السياسي، ولكننا في آن معاً ملتزمون بالمقاومة وتطويرها وصولاً إلى تحقيق النصر.

مضيفاً: أما التحديات التي تواجهنا هنا، فنحن معنيون بحماية مخيماتنا ومنع أن تكون أداة فتنة داخلية بين الفلسطينيين، أو أداة فتنة بين المخيمات وجوارها، ولهذا واجهنا هذا التآمر بكل ما نستطيع من قوة، وقدمت فتح خيرة أبنائها في مواجهة القتلة، وحين حصل الانفجار الكبير الذي استهدف برج البراجنة، سارع القتلة للإعلان أن الذين قاموا بهذا الجريمة هم فلسطينيون. لقد أرادوا أن يكون الفلسطينيون هم الصاعق الذي يفجر المخيم والجوار، لإنهاء القضية الفلسطينية من جهة، وليكون الفلسطينيون جزء من الفتنة المذهبية التي تضرب هذا العالم العربي، وتكاد تدمر كل مجتمعاتنا. لقد تصدينا لهذه الفتنة وأعلنا أننا نحن والجوار متكاملان في مواجهة هذا الارهاب.

كلمة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" ألقاها عضو لجنتها المركزية سليمان هجاج جاء فيها: نلتقي اليوم لاحياء الذكرى السادسة والعشرون لانطلاقة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، نلتقي ليس احتفالاً بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، بل لتجديد العهد واستجماع القوى واستلهام الأفكار والمبادئ والبرامج التي حماها حزبنا لمواصلة طريق الكفاح الوطني والديمقراطي من أجل حرية فلسطين وعودة لاجئيها وكرامة وعزة مواطنيها بدولة ديمقراطية مستقلة وعاصمتها القدس على أرض الوطن. نلتقي لنؤكد أن الطريق ما زال طويلاً ويتطلب منا المزيد والمزيد من النضال وبكافة الأشكال حتى نصل لأهدافنا وحقوقنا الوطنية ويقتضي أن نستمر في حمل راية الكفاح وابقائها عالية خفاقة ينقلها جيل إلى جيل من أبناء وبنات شعبنا. 

وأضاف: نطالب القيادة الفلسطينية بالخروج من حالة الانتظار والتردد في تنفيذ مقررات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته السابقة والقاضية بمراجعة العلاقة من دولة الاحتلال بما يعنيه الوقف الفوري لما يسمى بالتنسيق الأمني وإنهاء العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي والتوجه الفوري للمؤسسات الدولية لترسيخ عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، والتقديم لمحكمة الجنايات الدولية ملفات جرائم الاحتلال ومجازره ضد شعبنا وأرضه خاصة قضية الاستيطان والسعي لتوليد آلية دولية ملزمة لإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية بما فيه العمل من أجل عقد مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية.

واستطرد هجاج قائلاً: رغم كل التحركات الاحتجاجية الرافضة والمستنكرة لقرارات وكالة الأونروا الظالمة والمجحفة  والتي شكلت مجزرة جديدة بحق شعبنا اللاجئ في لبنان فأن مدير عام الأونروا ما زال يتبع سياسة إدارة الظهر والمراوغة، ويعيد تموضعه خلف قراراته  التي بدأ تنفيذها مطلع هذا العام والتي بموجبها طالت صحة ومستقبل شعبنا واجياله الصاعدة. ومن هنا نطالب الأطراف الثلاثة ذات العلاقة المباشرة وفي مقدمتهم م.ت.ف بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني والحكومة اللبنانية كدولة مضيفة للاجئين والأمم المتحدة بالتحرك السريع والعاجل لثني مدير عام الأونروا عن قراراته والتي بموجبها وضع شعبنا "إن لم يتراجع عنها"، أمام خيارات أحلاهما الموت على أبواب المستشفيات، فأننا ندعو أبناء شعبنا بالمشاركة الفاعلة والكثيفة بكل الفعاليات السلمية والحضارية التي تقررها وتدعو لها خلية الأزمة المنبثقة عن قيادة الفصائل  الفلسطينية، ونقول لمدير عام الأونروا أن شعبنا لن يكل ولن يتعب ولن يقبل بأقل من رحيلك ورحيل قراراتك الظالمة التي تستهدف حقنا في عودتنا إلى وطننا فلسطين.