دخل الحراك الفلسطيني الذي تقوده خلية أزمة الأونروا، المنبثقة عن القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية الإسلامية والفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان شهرها الثالث، وقيادة الاونروا الممثلة بمديرها العام في لبنان "ماثياس شمالي" ما زالت ضاربة بعرض الحائط هذا الحراك، ومتجاهلة الحقوق الشرعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حتى بعد اللقاء الذي عُقد في اليرزة بين القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية والمدير العام للاونروا (ماثياس شمالي) ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وبحضور ممثلة الإتحاد الأوروبي في لبنان السيدة (سيغريد كاغ) والذي باء بالفشل نتيجة تعنُّت وإصرار قيادة الأونروا.

هذا التعنُّت بموقف قيادة الأونروا قابله إصرار وتعنت من قبل خلية الأزمة بتصعيد الحراك الشعبي، ورفع شعار " ماثياس شمالي... إرحل"

وفي هذا السياق، ورغم سوء الأحوال الجوية، وهطول المطر الغزير، إلا أن خلية الأزمة عقدت مؤتمرها الصحفي الخامس، أمام مكتب لبنان الإقليمي في بئر حسن، قبل ظهر الثلاثاء 15/3/2016 لإطلاع وسائل الإعلام على آخر المستجدات، خاصة بعد فشل اللقاء الأخير في اليرزة. عضو خلية الأزمة سمير لوباني"أبو جابر" وبعد توجيه التحية لوسائل الإعلام وللحضور، تلا  البيان الصحفي التالي:

إننا في خلية الأزمة نتقدم من جميع الأخوة والأخوات الإعلاميين والإعلاميات، بالشكر الجزيل على تلبيتهم دعوتنا لعقد مؤتمرنا الصحفي الخامس من أجل إطلاعكم وإطلاع جماهير شعبنا، على آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بقضية قرارات وإجراءات الأونروا، والتي استهدفت القضايا والإحتياجات المعيشية لأهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

   السادة الإعلاميين والإعلاميات 

كنا قد بينا في مؤتمراتنا السابقة الأثار السلبية الكارثية التي ستعكسها قرارات واجراءات تقليص الخدمات والمساعدات التي اتخذتها إدارة وكالة الأونروا على واقع وحياة ومعيشة أهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خاصة تلك المتعلقة بالجانب الاستشفائي، والتي ستؤدي إلى تردي وضعهم الصحي، بعدما فرضت إدارة وكالة الأونروا في لبنان على المرضى من اللاجئين الفلسطينيين دفع قسط من قيمة فاتورة الاستشفاء في المستشفيات التي تتعاقد معها وكالة الأونروا في لبنان، تتراوح بين 5% و45% وأكثر، والتي تصل في معظم الأحيان لدى العديد من المستشفيات الى آلاف الدولارات، في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت خط الفقر، و56% منهم عاطلون عن العمل، وفق الدراسة التي أجرتها وكالة الأونروا بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت أواسط العام 2010، بالإضافة إلى حرمانهم من الحقوق الإجتماعية والإنسانية وحق العمل في لبنان.

كما بينا أيضاً بالتفصيل مخاطر هذه القرارات والاجراءات التعسفية وتداعياتها على الواقع الفلسطيني في لبنان، وما سينتج عنه من تهديد للأمن الإجتماعي والذي بدوره يمكن أن ينعكس سلباً على الإستقرار والسلم الأهلي للبنان الشقيق، خصوصاً وأن تخلي الأونروا عن واجباتها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، سيضعهم بمواجهة مع الدولة اللبنانية، والتي هي بالأصل لديها ما يكفيها من أزماتها الداخلية، وهذا ما نرفضه بشدة.

إننا في خلية الأزمة وخلال الخمسة وسبعون يوماً على تنفيذ خطة الإستشفاء التي اعتمدها مدير وكالة الأونروا ماثياس شمالي، وما نتج عنها من كوارث طالت الوضع الصحي لأبناء شعبنا، وأدت إلى وقوع حالات وفاة وحرق لأحد اللاجئين الفلسطينيين في بعض المخيمات، والتي سببت حالة من الغليان الشعبي والجماهيري في كافة المخيمات والتجمعات، وعلى الرغم من تدخل المدير العام للأمن العام اللبناني السيد عباس ابراهيم وطرح بمبادرته المشكورة والتي نثمنها عالياً، على خط الأزمة التي افتعلها المدير العام السيد ماثياس شمالي، وتدخل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة السيدة سغريد كاغ أيضاً ورعايتها للقاء الذي جمع المدير العام والقيادة السياسية الفلسطينية بحضور السيد اللواء عباس ابراهيم في مقر مفوضية الأمم المتحدة في اليرزة، لم نلمس من المدير العام ماثياس شمالي أي خطوات تشير إلى أنه جاهز للتراجع عن قراراته، وعلى العكس فإننا نراه يواصل السير بسياسة الإلتفاف والتحايل على المطلب الفلسطيني بالتراجع عن هذه الخطة الإستشفائية الظالمة، ويواصل أيضاً إتباع سياسة التضليل والتبرير لقراراته، واخرها تمثل بما أطلق عليه "صندوق الإستشفاء التكميلي في إقليم لبنان"، والذي يجزء فيه الحقوق بين اللاجئين الفلسطينيين، مستخدماً تصنيفات مخالفة كلياً للمعاير الدولية الإنسانية، مما سيدخل اللاجئين الفلسطينيين في حالة من الفوضى والفتنة الداخلية ستؤدي إلى إشكالات مع الأطباء والموظفين والعاملين في وكالة الأونروا بهذا المجال، وبناء على ذلك فإننا نرفض هذا الصندوق ونضعه في سياق مواصلة العناد والتحدي للقيادة السياسية الفلسطينية ولكافة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

إننا في خلية الأزمة المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، نؤكد بأن المعركة مع إدارة وكالة الأونروا في لبنان، لم تعد حدودها خطة الاستشفاء التي اعتمدتها وبدأت بتنفيذها مطلع هذا العام 2016، واتخذت منحاً مختلفاً بحيث أصبح الصراع مع إدارة الوكالة على مصير قضية اللاجئين الفلسطينيين، على اعتبار أن خلفية كل قرارتها سياسية بامتياز هدفها الإنهاء المتدرج لعمل وكالة الأونروا، في سياق مشروع يستهدف النيل من قضية حق العودة، لذا فأن المعركة مع المدير العام لوكالة الأونروا مستمرة، والتحركات الاحتجاجية متواصلة إلى أن تتراجع إدارة الأونروا عن كل قراراتها وإجراءاتها الظالمة، وإعادة تأمين كافة الإحتياجات والمتطلبات الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأبرزها:

- رفع نسبة مساهمة الاونروا في الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة عمليات القلب وغسيل الكلى وأمراض السرطان والأعصاب وكذلك تأمين الدواء اللازم دورياً لأصحابها المرضى.

- القيام بحملة دولية لتأمين التمويل المطلوب واللازم لاستكمال إعمار ما تبقى من مخيم نهر البارد.

- توفير الأموال اللازمة للاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ المتعلقة بالإغاثة وبدلات الإيجار للعائلات الذين ما زالت منازلهم مدمرة في مخيم نهر البارد، إلى أن تنتهي عملية الإعمار بشكل كامل.

- إعادة تقديم بدلات الإيواء للفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع غلاء المعيشة والإيجارات في لبنان، وتأمين لهم خطة طوارئ صحية توفر لهم التغطية الكاملة للاستشفاء، بالإضافة إلى زيادة مبلغ الإغاثة الشهرية بما يضمن لهم حياة كريمة.

 هذا وترافق المؤتمر الصحفي مع إغلاق مكاتب مدراء المناطق في وكالة الغوث مكتب لبنان الاقليمي. كما تم إغلاق كافة مواقف سيارات الأونروا في كافة المناطق، ومنع دخول وخروج السيارات والآليات منها، باستثناء: باصات معهد سبلين المهني، سيارات الأطباء – آليات أقسام الصحة ( النظافة) .

كما قامت خلية الأزمة يوم أمس بإغلاق مكاتب المخيمات.