في الخامس من يناير الماضي أحيا الشعب الفلسطيني الذكرى الحادية والعشرين لرحيل القائد الوطني خالد الحسن في القصر الثقافي بمدينة رام الله. وفي السابع من كانون الثاني وضع الرئيس محمود عباس حجر الاساس لمركز خالد الحسن التخصصي لعلاج السرطان وزراعة النخاع في قرية سردا على مساحة تزيد عن ستة دونمات، هي جزء من قطعة ارض كبيرة  تبرع بها المرحوم حسيب الصباغ أحد مؤسسي واصحاب شركة الCCC. وكان حلمه بناء مجمع طبي ضخم على كل الارض المشتراة في الثمانينات من القرن الماضي، لكن شاءت الظروف نتيجة عوامل عدة من ان يتحول المشروع إلى مستشفى تخصصي للسرطان على جزء منها. ولاعتبارات عدة تم الاتفاق على يقرن المستشفى باسم الراحل، وذلك تكريما لرجل سعى عبر تجربته الكفاحية بلسمة جراح شعبه سياسيا. لاسيما وانه، كان قائدا سياسيا ومناضلا ومثقفا وصاحب رؤية وقادة.

هذا وقد دشن ايضا الرئيس ابو مازن اول الامس الجمعة من مبنى الاذاعة والتلفزيون حملة التبرعات، بالتبرع بمليون دولار اميركي، مؤكدا ان عملية البناء ستبدأ من الغد. ودعا عباس خلال لقائه مع فضائية فلسطين الشعب بكل اطيافه وفئاته بالتبرع حتى ولو بشيقل واحد. كما اعلن رئيس الوزراء بالتبرع باربعة ملايين دولار، بالاضافة لمتابعتها مع الدول المانحة والشقيقة والصديقة المساعي لاستكمال بناء المشروع الوطني.

مشروع المستشفى الجديد، هو مشروع نوعي، اولا لانه مستشفى متخصص في معالجة امراض خطيرة؛ ثانيا لان بنائه سيعتمد على تبرعات الشعب العربي الفلسطيني واشقائه واصدقائه؛ ثالثا لان تكاليف معالجة مرضى السرطان سنويا يكلف موازنة السلطة حوالي 100 مليون دولار. والعمل على تقليص اموال التحويلات الطبية إلى الصفر إن إستطاعت جهات الاختصاص؛ رابعا لان المستشفى سيبدأ من حيث انتهى الاخرين، إن كان لجهة التصميم العمراني، والتجهيز الطبي العلمي، وبسعة (400) سرير؛ خامسا الاستعانة بالكفاءات الطبية الفلسطينية من اصقاع العالم المختلفة، لان تسهم بمعالجة ابناء جلدتها. والعمل مباشرة على تأهيل عدد من الاطباء في مركز الحسين الطبي وغيره من المراكز المتخصصة الصديقة؛ سادسا إعفاء مرضى الشعب من عناء السفر ومن قيود الاحتلال الاسرائيلي إلى ان يزول سرطانه الاحتلالي.

مما لاشك فيه، ان مشروع المستشفى التخصصي، هو مشروع وطني كبير وهام، يحتاج الى دعم واسناد كل ابناء الشعب العربي الفلسطيني في الوطن والشتات وداخل الداخل وكل انصار السلام في العالم. الذين يؤمنون بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية والعودة إلى ارض وطنه، لان بناء مستشفى او مدرسة ام رصف شارع وتعزيز البنية التحتية في المؤسسات الرسمية والمدن والقرى والمخيمات داخل حدود الدولة الفلسطينية المحتلة، انما يشكل إسهاما في تعزيز مداميك السلام، وتدعيم ركائز الدولة المنشودة.

كما ان مشروع مستشفى خالد الحسن التخصصي للسرطان وزراعة النخاع، كي يكون على مستوى الامل تملي الضرورة على جهات الاختصاص الاعداد الجيد لا بل الممتاز لنجاح عملية البناء والتجهيز المناسب واللائق بالامال المعقودة عليه في معالجة ابناء الشعب، وإضافة لبنة هامة في دولة فلسطين الاتية لا محالة بعد طرد وكنس المحتلين الصهاينة عن ترابها الوطني.

مشروع وردة امل لشعب الامل، الشعار الملازم لعملية بناء المستشفى التخصصي، يعكس الطموح الكبير بان يحمل المشروع الامل للتخلص من مرض السرطان على امل التخلص من السرطان السياسي المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي. مبروك مبدئيا مشروع وردة امل لشعب الامل.