لن نستطيع الحراك دوليا طالما اننا عاجزون عن حل ازماتنا الداخلية. فالحديث عن المصالحة كان ترفا وسيظل ترفا لاننا نعلم ان حركة حماس خاصة التيار المستفيد من الانقسام يتمترس حول الانقسام ولا يريد انهاءه الا وفق رؤيته اي ادارة الانقسام وليس وأده. وحاليا فان الاتهامات المصرية بضلوع عناصر من حماس في اغتيال النائب المصري تشكل عودة الى الوراء لأن المصالحة مرتبطة اساسا برعاية مصر لها لأنه دون مصر لا تتم المصالحة ولا تفتح معابر ولا تجري الدماء في عروق غزة المرتهنة والمحاصرة. ومنذ بداية جولات الحوار حول تنفيذ بنود المصالحة كان ضروريا ان تكون هناك مصارحة بين حماس ومصر على اساس احترام السيادة المصرية وتسليم من هو متهم بالحاق الضرر بالأمن القومي المصري وفك ارتباط حماس مع جماعة الاخوان المسلمين لكن شيئا من ذلك لم يحدث ولا تكفي مداولات لبضع ساعات بين المخابرات المصرية وموسى ابو مرزوق لحل رزمة المشاكل العالقة مع مصر، بل إن الوضع يتفاقم حاليا وهذه اشارة تشاؤم بائسة تعيدنا الى المربع الاول وتسد افق المصالحة من اساسه، وان كنا نعلم ان حماس تطرق باب المصالحة مع اسرائيل عبر تركيا لاقامة ميناء وتمديد الهدنة الخ، لكن تركيا نفسها الان في مأزق لانها خسرت كل الاوراق السورية وها هو داود اوغلو يزور ايران طلبا للغاز والتبادل الاقتصادي وطلبا للوساطة مع روسيا بعد ان رفضت اسرائيل طلبا تركيا بأن تكون ميناء لتصدير الغاز من البحر المتوسط الى اوروبا واختارت اسرائيل اليونان وقبرص اليونانية كخيار مريح.

حتى الان لم تقتنع حماس كليا بالمصالحة لأنها ما زالت تعول على تركيا تارة وتغيرات هنا وهناك تارة أخرى وكأنها تمارس المناورة والتكتيك ليس الا، لكن من يدفع ثمن هذه المماطلة هم اهلنا في غزة الذين تزداد عذاباتهم ومعاناتهم يوميا بفعل حصارين.. حصار الاحتلال وحصار القمع الداخلي لحماس.