لا يحاول قادة الاحتلال فهم ما يجري بل يتجاهلون الاسباب ويهربون الى الحلول القمعية وتحميل غيرهم المسؤولية وكأن الاحتلال يقضي وقته في اعمال البر والاحسان والسهر على راحة من هم تحت احتلاله. فالهبة الجارية هي هبة مقدسية ابطالها مقدسيون ووقودها مقدسي، يسرجون بتضحياتهم قناديل المسجد الأقصى، لم يوجههم احد ولم يدفعهم احد الى التمرد على آلة الاحتلال القمعية الاستيطانية عندما طرقت ابواب المسجد الاقصى لسلبه من تحت الركع السجود بعد ان نخروا اسفله بالأنفاق واحاطوه بالكنس وافرغوا البيوت من سكانها وطاردوا أهل القدس خارج السور ليقيم المستوطنون حدائقهم. فحكام اسرائيل الذين استخدموا كل وسائل القمع خلال السنوات الاخيرة لا يريدون ان يعوا ان القدس التي يحاولون تغيير ديموغرافيتها وجغرافيتها عصية على الركوع. وهم الآن يبحثون بعد ان سنوا القوانين القمعية التي تجيز لهم سجن وتغريم وقتل من يريدون، تحويل الأحياء العربية الى ما يشبه الجيتو بفرض الحصار عليها والتنكيل بالسكان متناسين ذكريات الجيتو الأليمة لاجدادهم في اوروبا.

 هم يكررون الخطايا على أمل اخضاع شعبنا لرغبات عشاق الحرب والاستيطان وهم واهمون في ذلك، فبعد ثمان واربعين سنة من سنوات الجمر والمعاناة والقهر تحت الاحتلال لم تركع المدينة المقدسة ولن تركع، لأن للبيت شعبا يحميه، واقرب الطرق لايجاد مخرج من الوضع هو ان تتراجع حكومة اليمين عن اساليبها القمعية وتكف عن التحرش بالمقدسات وتلجم المستوطنين العابثين وإلا فإن القمع سيولد ردود فعل من النوع نفسه.

القدس راكعة نعم

لكنها بركوعها تبغي الصلاة

فالحرب تبدأ من هنا

 والسلم يبدأ من هنا

تفنى الأساطير البذيئة

عندما يصل التاريخ

 ويجيء بالحلم الذي

سيعيد اكسير الحياة

- See more at: http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=85f002y8777730Y85f002#sthash.uHAgwSUf.dpuf