مرور ثمانية أعوام على عرض فيلمه "برادايس ناو" أي (الجنة الآن) الذي تناول قصة رجلين يستعدان لتنفيذ عملية انتحارية في إسرائيل، يعود المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد مرة ثانية إلى مهرجان كان السينمائي بفيلم شجاع جديد يناقش موضوع غير محبب وغير مريح ألا هو التعاون مع العدو.

وعرض الفيلم الذي يحمل اسم "عمر" للمرة الأولي امس الاثنين في قسم "نظرة خاصة" في مهرجان كان، وتم تصويره في إسرائيل والضفة الغربية، وكان الطاقم الذي شارك في الفيلم كله من الفلسطينيين وأصحاب الأصول الفلسطينية ومعظمهم من الوجوه الجديدة.

ويظهر الفيلم معاناة المواطن الفلسطيني عمر (ويجسد شخصيته الممثل آدم بكري) الذي يعمل خبازا وناشطا سياسيا، ويقع في حب فتاة فلسطينية تقيم في الجهة المقابلة للجدار العازل الذي يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية.

وفي الفيلم، اعتاد عمر على تفادي طلقات الرصاص الإسرائيلية خلال تسلقه الجدار العازل بالقرب من نقطة تفتيش قلنديا. ولكن حياته ازدادت تعقيدا بعد القبض عليه للاشتباه به في قيامه بهجوم على الجيش الإسرائيلي الذي قتل خلاله احد الجنود الإسرائيليين. وتقوم الشرطة العسكرية الإسرائيلية بتعذيبه مقابل الحصول على معلومات عن من قام بعملية القتل، ثم تحاول تجنيده ليكون مخبرا لهم.

وعلى غرار فيلم (الجنة الآن)، الذي رشح لنيل جائزة "اوسكار" افضل فيلم اجنبي، يركز فيلم "عمر" على التوتر والدراما الجيدة التي تظهر معاناة الأشخاص في الشرق الأوسط بسبب الصراعات التي تشهدها المنطقة والتي تدفعهم لاختيار طرق تؤثر على علاقاتهم.

وقال المخرج أبو أسعد (51 عاما) إنه كان مضطرا لعمل الفيلم بعد أن قال صديق له إن عميلا استخباراتيا إسرائيليا حاول تجنيده. وفي المشاهد التي تصور الجدار العازل، لم تسمح له السلطات الإسرائيلية بتسلق الجدار بالكامل، فاضطر أبو أسعد لاستخدام جدار زائف لتصوير المشاهد أعلى الجدار.

ويقول أبو اسعد المقيم في هولندا منذ سنوات إن "تسلق الجدار هو جزء من الحياة اليومية في فلسطين".

ويتنافس فيلم "عمر" ضمن عشرين فيلما من مختلف الجنسيات على نيل جائزة مهرجان كان الكبرى، ومن المقرر أن تعلن لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ الفائز يوم الأحد المقبل.