أقامت حركة "فتح" في صور يوم الثلاثاء الموافق 17/8/2015 حفل تأبين للشهيد المقدم عبد الكريم اعمر سمارة حيث في قاعة الشهيد فيصل الحسني في مخيم الرشيدية، وبحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في صور العميد توفيق أبو عبدالله، وحشد كبير من كوادر وأبناء حركة "فتح"، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية والأهلية، وعلماء وفعاليات، ومؤسسات المجتمع المحلي، وأهالي مخيم الرشيدية.

بدايةً تمَّ تلاوة عطرة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ راسم قاسم. ثمَّ ألقى كلمة حركة "فتح" القيادي يوسف زمزم جاء فيها: نودع اليوم شهيداً جديداً من شهداء حركة "فتح" الرائدة، شهداء الثورة الفلسطينية العملاقة، شهداء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني المناضل، إنه الشهيد المقدم عبد الكريم سمارة لينضم إلى قوافل الشهداء الذين رووا بدمائهم الذكية الطاهرة أرض الوطن، وسطروا أروع معاني التضحية والبطولة والفداء من أجل العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ولد الشهيد في بلدة طوباس في فلسطين عام 1948 التحق بجيش التحرير الفلسطينية عام 1967 ثم انتقل إلى حركة "فتح" عام 1989. اجتاز عدة دورات عسكرية، واستلم عدة مسؤوليات من قائد مجموعة إلى قائد فصيل إلى قائد سرية، شارك في معارك التصدي للاعتداءات الصهيونية وفي الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل. كان مثالاً في الالتزام والانضباط والتواضع، والانتماء لقضيته ووطنه، والايمان بحتمية النصر. كانت أمنيته أن يستشهد على أرض الوطن أو يرى النصر قد تحقق في حياته، ويلتقي مع عائلته التي فارقها منذ نكسة حزيران عام 1967، ولم يقعده عن العطاء سوى المرض الذي أدّى إلى وفاته. وعزاؤنا فيه ما تركه من صفات حميدة، وأخلاق نبيلة، وأثر طيب، وتاريخ نضالي مشرف يذكر به في كل مناسبة.

تمر قضيتنا اليوم بتحديات خطيرة، الأونروا تسعى لتقليص خدماتها تمهيداً لإنهائها في مؤامرة جديدة للتهجير، والتوطين، وشطب حق العودة، بحجة العجز في الموازنة. ومن هنا نقدر الدور الذي تقوم به القيادة الفلسطينية مع الدول المانحة لحل هذا الموضوع، والدور الذي تقوم به الفصائل، واللجان الشعبية والأهلية، وندعوها لمواصلة التحركات والاعتصامات حتى تحقيق مطالب أهلنا وإفشال هذه المؤامرة.

والعدو الصهيوني ما زال يواصل الحصار، والاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاغتيال والاعتقال وحرق الأطفال محمد أبو خضر وعلي دوابشه وعائلته، وإساءة معاملة الأسرى حيث يدخل الأسير محمد عليان المضرب عن الطعام منذ أربعة وستون يوماً في غيبوبة، ويرفض العدو الصهيوني الافراج عنه، ويمارس كل هذه الاجرارات مستغلاً الانقسام وساعياً لتكريسه عبر فصل غزة عن الضفة واقامة امارة هزيلة مقابل هدنة طويلة بدون القدس واللاجئين ليتفرغ لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن شعبنا الذي أفشّل كافة المشاريع المشبوهة سيفشل هذه المؤامرة الجديدة، إن السياسة العنصرية الصهيونية تتطلب الوعي والحذر وتنفيذ اتفاق المصالحة والالتزام بحكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية لمواجهة العدو وإفشال مخططاته وليس إبرام اتفاق هزيل معه يوقف المقاومة ويصفي القضية، ويلبي المصالح الصهيونية.

ومن هنا نتوجه بالتحية والتقدير إلى قيادتنا التاريخية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الحريص على الثوابت الفلسطينية وتصعيد المقاومة الشعبية والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة العدو على جرائمهم ومطالبة مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، نتقدم من عائلة الشهيد في الوطن والشتات بأحر التعازي وأصدق المشاعر سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، مع الشهداء والصديقين ويلهم أهله الصبر والسلوان.

واختتم الحفل التأبين بموعظة دينية لمسؤول الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد فضيلة الشيخ سعيد قاسم تكلم فيها عن عظمة الموت وعن الشهيد وما له من أجر عند الله، وأضاف إن الشهيد المقدم كان له عدة صفات  من حسن  الخلق والجوار.