نظّمت حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة صباح اليوم الاحد 14\9\2014 مهرجانًا تضامنيًا مع شهداء غزة وترحيبًا بعائلة الشهيد محمد ابو خضير في قاعة اللواء زياد الاطرش، وذلك بحضور امين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، وقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ونائبه اللواء منير المقدح، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، وعضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، إلى جانب ممثلين عن فصائل "م.ت.ف" والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية وقوى التحالف الفلسطيني وجمعية المشاريع، واللجان والمؤسسات الشعبية والاهلية الفلسطينية، والاتحادات النسائية والشبابية، وحشد من ابناء المخيم والجوار.

وكان في استقبال الحضور قيادة منطقة صيدا يتقدّمهم امين سرها العميد ماهر شبايطة، وثلة من قوات الامن الوطني والقوة الامنية المشتركة.

وقوفًا ووسط التصفيق الحار استقبل الحضور، الذين غصّت بهم القاعة، والد ووالدة وعم الشهيد المقدسي محمد ابو خضير الذين قدموا الى لبنان بدعوة من سفير دولة فلسطين لدى لبنان اشرف دبور وطلبوا ان تكون اولى زياراتهم في لبنان الى عاصمة الشتات الفلسطيني مخيم عين الحلوة وعاصمة المقاومة صيدا.

وبدأ المهرجان بتلاوة الفاتحة لروح الشهيد ابو خضير وشهداء غزة وفلسطين وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ثم عزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني، تلا ذلك تقديم من عريف الحفل ابراهيم الشايب.

 وبعدها توالى القاء عدد من الكلمات، كان اولها كلمة الدكتور عبد الرحمن البزري الذي أشاد بعظمة تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده الاسطوري في غزة مؤكّدًا ان "من يريد محاربة الارهاب فعلاً عليه البدء من رأس الارهاب العالمي اسرائيل التي تقتل الاطفال والنساء وتقوم بمجازر يندى لها جبين الانسانية من قانا الى حي الشجاعية"، ومشدّدًا على أن فلسطين هي قضية الامة العربية والإسلامية وان صيدا مع وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة ومع كل "من يقاتل العدو الصهيوني".

ثم القى والد الشهيد حسين أبو خضير كلمة شرح فيها كيفية اغتيال ابنه محمد وكيف حاول العدو الصهيوني تصوير الامر كأنه امر جنائي، واوضح "حين كشفت الكاميرا حقيقة ان المستوطنين هم من ارتكبوا هذه الجريمة الشنعاء بعد تعذيبه وحرقة حيًا ادعوا انهم معتوهون ومجانين كما يدعون دومًا حين يرتكبون بحقنا الجرائم.. أنَّ الفاعل إما مجنون او معتوه!!"، وأضاف "يشرفني ان اكون بينكم يا اهلنا في مخيم عين الحلوة، وان شاء الله سنصلي يومًا سويًا في رحاب المسجد الاقصى".

بدوره أكّد ماجد أبو خضير، عم الشهيد، حيثيات الجريمة التي شرحها شقيقه، وأضاف "من الغريب ان الكاميرات الصهيونية الموزّعة في منطقة اغتيال ابن شقيقي كانت تلتقط صورة ملقي حجر ويُعقَتل خلال دقائق، اما يوم اغتيال محمد فقد تعطلت، وهذا يؤكد ان جريمة اغتيال ابن شقيقي هي عملية مرتبة ومحمية من قِبَل جنود الاحتلال".

من جهته القى الكاتب والصحافي الاستاذ هيثم زعيتر كلمة رحّب فيها بأسرة الشهيد، وأشار إلى أن  هدف العدو الصهيوني من اغتيال الاطفال واضح وهو القضاء على جيل المستقبل الذي سيهزم يومًا مشروعه في المنطقة، وأضاف "ان هذا العدو يبث الفتنة من خلال عملائه من اجل القضاء على وحدتنا التي بنيناها بدماء شهدائنا خلال العدوان الاخير على غزة، ومهما حصل من خلاف لن يكون إلا من اجل توثيق هذه الوحدة لأنها الصمام الوحيد لعودتنا الى فلسطين". ونوه الى ضرورة ان تقوم الدولة اللبنانية بإصدار عفو عام عن الفلسطينيين الذين تُوجّه اليهم اتهامات سياسية او كيدية معلّقًا "لا يعقل ان يصدر عفو عن المجرمين والعملاء، ويبقى ابناء شعبنا مهددين بسيف القضاء، لا لجريمة ارتكبوها.. الا حبهم لفلسطين ورغبتهم الاكيدة بالعودة اليها".

ثم القى الحاج رفعت شناعة كلمة رحّب فيها بعائلة ابو خضير بين اهلها وشعبها في لبنان مؤكّدًا أن "الشهيد أبو خضير لم يكن مجرد شهيد سقط هكذا بل إن شهادته صنعت لنا تاريخًا مشرفًا، وجاءت لتفضح هذا العدوان"، وأضاف "الجريمة الكبرى التي ارتكبها بالضفة اولا ومن ثمّ في غزة دليل جديد على ان هذا الكيان ما هو الا عصابة من الارهابيين، ونحن على يقين ان اهلنا في القدس يدفعون الفاتورة الاكبر في مواجهة هذه العدو الصهيوني وجرائمه، وكل ذلك من اجل تهجيرهم، والاستيلاء على المسجد الاقصى، والقضاء على مستقبل شعبنا وتاريخه العريق فيها".

وأردف "نحن امام معركة حاسمة مع هذا العدو، وبعد التضحيات الكبيرة التي بذلها شعبنا مطلوب اليوم ان نكون اوفياء للشهداء وللشعب، وهذا الوفاء يكون بحرمة العودة الى الانقسام، وقد اثبت شعبنا خلال العدوان على غزة اننا قادرون بوحدتنا ان نفشل مشروع العدوان الصهيوني، ولا نقبل ان يقتطع من ارضنا تحت اي سبب كان لأن الضفة وغزة هم قطعة واحدة لشعب واحد".

واكد شناعة ان اعادة اعمار غزة لا يمكن ان تتم عبر فصائل، لا فتح ولا حماس ولا اي فصيل، انما تقدم المعونات والمساعدات عبر الدول الى الدولة الفلسطينية التي تمثلها حكومة الوحدة الوطنية التي تحققت بيننا وحققت الانتصار الكبير في غزة عبر وحدة البندقية والموقف الرسمي الفلسطيني.

هذا وقدّمت عضو قيادة اقليم لبنان الحاجة علية العبدالله وشاحًا مطرّزًا باسم نساء مخيمات لبنان والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الى والدة الشهيد الفتى محمد ابو خضير.