نظَّمت اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من 43 يوماً داخل سجون الاحتلال الصهيوني، والأسرى المفقودين من قِبَل العدو الصهيوني أثناء المعارك الوطنية والمقاومة وذلك أمام مقر الصليب الأحمر الدولي- السادات، الخميس 2014/6/5.

وشارك في الوقفة التضامنية كل من أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، والأمين العام لاتحاد المحامين العرب عمر الزين، والوزير السابق بشارة مرهج، وممثل حزب الله احمد طالب، وممثل التيار الوطني الحر رمزي دسوم، ورئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني الشيخ محمد نمر زغموت، إلى جانب ممثلي فصائل "م.ت.ف"، وممثلي جمعية كنعان، وعدد من الأحزاب والهيئات والمؤسّسات المدنية اللبنانية والفلسطينية.

وبالمناسبة أُلقِيَت عدة كلمات كان أولها كلمة المحامي الزين، حيثُ أشار إلى أن العالم يتفرجَّ صامتاً على الجريمة المستمرة للعدو الصهيوني ضد الفلسطينيين دون محاسبة أو مساءلة، وأضاف "لن ننسى شهداءنا في مقبرة الأرقام، لن ننسى مفقودين في كل الاعتداءات الصهيونية على الأرض والحجر على الأرض العربية كلها وخاصة في لبنان، ولن ننسى المفقودين من جبهة التحرير الفلسطينية سعيد اليوسف، رشيد أغا، وغيرهم من المفقودين من تجمُّع اللجان والروابط" .

وطالب الزين المؤسّسات الحقوقية والمنظمات المسؤولة في الأمم المتحدة والصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والإقليمية الحقوقية بتأدية دورها لجهة حماية الأسرى ورعايتهم والتدخُّل الدولي للإفراج عنهم، وإلزام سلطات الاحتلال احترام القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنين تحت الاحتلال.

 

ثمَّ كانت كلمة فصائل الثورة الفلسطينية، ألقاها أبو العردات، جاء فيها: "اليوم يمر 43 يومًا من الإضراب لأسرانا الأبطال داخل سجون الاحتلال.. نلتقي هنا لبنانيين وفلسطين من أجل رفع الصوت عالياً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي تضامناً مع أسرانا الأبطال في سجون العدو الصهيوني ونحمِّل المسؤولية الكاملة عن حياة أسرانا إلى الكيان الصهيوني الغاصب".

ودعا أبو العردات لرفع الصوت عاليًا من قبل كل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الإنسانية من اجل وقف السياسة العدوانية الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وسياسة الاعتقال الإداري الذي ناضل من اجل إلغائها آلاف المعتقلين داخل السجون، وأضاف "نقول لجميع الأسرى انتم وجَّهتم النداء بالأمس من اجل رفع الصوت ورفع وترية التضامن معكم، ونحن هنا اليوم من بيروت من أمام مقر الصليب الأحمر نُطلِق صرخة عالية، إننا معكم وكل الأحرار معكم حتى تنالوا الحرية إن شاء الله وباسم "م.ت.ف" انتم أبطال الحرية وان وعدكم إن شاء الله مع الحرية قريب".

بدوره ألقى الوزير السابق بشارة مرهج كلمةً نوَّه فيها إلى دور المقاومة والعمل في دحر الاحتلال، لافتًا إلى أن الثبات والعمل من شأنهما أيضًا تحرير الأسرى وكشف مصير المفقودين الذين اختطفهم الاحتلال الصهيوني من بيوتهم لمشاركتهم في المعارك الوطنية والقومية.

وتحدَّث رئيس الجمعية اللبنانية احمد طالب باسم حزب الله، فقال: "إننا أمام مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء الأحرار في السجون والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الإعلام العربي والإسلامي. فلماذا لا تُشكَّل خلية عمل إعلامية طارئة وتضع خطة عمل فاعلة لمواكبة الحركة الأسيرة داخل معتقلات العدو الصهيوني ومهمَّتها تصويب الرأي العام العربي والإسلامي الذي انحرف عن البوصلة الأساس وهي فلسطين" .

ثمَّ ألقى عبد الباسط فتح كلمة جمعية كنعان، فأشار لضرورة القيام بتحرُّكات جادة للإفراج عن الأسرى، ووضع حد لهذه الانتهاكات الإنسانية واللاأخلاقية باستباحته حقوق الفلسطينيين وكرامتهم وحياتهم وحريتهم، ودعا لعرض مأساة الأسرى ومعاناتهم على المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية.

أمَّا كلمة الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين والعراق، فألقاها محمد عفرة، جاء فيها: "نحن نقف اليوم ونعتصم ونتضامن مع الأسرى من اجل تحريرهم من السجون، ونطالب بتحسين أوضاعهم، ونحميهم من الأمراض والموت الذي يفتك بهم. ومن هنا لا بد أن نرفع صرخة مدوية من خلال الصليب الأحمر وهيئة الأمم المتحدة والهيئات الأهلية والرسمية بأن شعبنا قابع تحت الاحتلال وان الاحتلال يعمل على التميز العنصري اضطهاده في حريته ومعيشته.

وفي الختام تم تسليم مذكرة إلى مندوب الصليب الأحمر الدولي في لبنان.

وفيما يلي نص المذكرة

بيروت في 5-6-2014

جانب الصليب الأحمر الدولي في لبنان الموقر

تحية واحترامًا وبعد،

نقف اليوم وفي ذكرى الهجوم على سفينة مرمرة، نحيي الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء لفك الحصار عن غزة هاشم، كما نحيي الجرحى فرداً فرداً الذين لا يزالون يناضلون لفلسطين ومع شعبها شعب الجبابرة، وسنبقى نناضل لرفع الحصار.

نحن في اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال نتابع قضايا أسرانا لنعلن أنه مع بداية هذا الأسبوع انضم نحو 1500 أسير فلسطيني للإضراب المفتوح الذي كان قد بدأه حوالي 220 أسيراً من الأسرى الإداريين في 24/ابريل الماضي، وذلك لنصرة هؤلاء ورفضاً للسياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الأسرى الإداريين وللاحتجاج على ما يصيبهم من نزيف داخلي وفقدان للذاكرة، وبعضهم بحاجة لعمليات جراحية وهناك احتمال "سقوط شهداء" في صفوفهم بسبب خطورة حالتهم الصحية، وإدانة لما ترتكبه مصلحة السجون حيث أنها تواصل فرض مجموعة من العقوبات بحق الأسرى المضربين منذ اليوم الأول من إعلانهم الإضراب تتمثَّل بحرمانهم من الزيارة، والخروج إلى النزهة اليومية، وسحب مقتنياتهم وعزلهم بشكل كلي عن العالم الخارجي.

يخوض هؤلاء الأبطال معركة الأمعاء الخاوية أيضاً لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، ووقف المحاكمة على أساس الملف الأمني السري الموجود لدى المخابرات الصهيونية، ولاستعادة الانجازات التي حصلوا عليها نتيجة إضرابات متعددة، وقد سُلِبت منهم مؤخراً إمعاناً في ضرب معنوياتهم واستهداف أجسادهم حتى الموت.

العالم يتفرّج، صامتاً عن الجريمة المستمرة، لا مساءلة ولا محاسبة، لن ننسى شهداءنا في مقابر الأرقام لن ننسى مفقودينا في كل الاعتداءات الصهيونية على البشر والحجر في الارض العربية كلها وبخاصة في لبنان.

ــ المفقودين من جبهة التحرير الفلسطينية هم: ـ

سعيد اليوسف، وحسيني دبوق، ورشيد آغا، وعماد عبدالله الأمين.

ــ المفقودين من شباب تجمع اللجان والروابط وهم: ـ

إبراهيم نور الدين، بلال الصمدي، حيدر زغيب، محمد المعلم، محمد شهاب، فواز الشاهر.

نؤكّد للمرة الألف بأن على المؤسسات الحقوقية في العالم وعلى المنظمات المسؤولة في الامم المتحدة أن تقوم بمهماتها التي أنيطت بها، وبخاصة الصليب الأحمر الدولي لحماية أسرانا ورعايتهم، كما نطالب بتدخل دولي عاجل للإفراج عن المعتقلين الإداريين وغيرهم من الأسرى، وندعو كافة المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة بحقوق الإنسان وكافة الضمائر الحية في العالم الانتصار لقيم العدالة والحرية، وإلزام سلطات الاحتلال احترام وتطبيق القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المُدانين تحت الاحتلال التي تنطبق على حالات الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الحرية لأسرانا

الرحمة للشهداء

وتفضلوا بقبول الاحترام