لو أجرت صحيفة أو مركز دراسات استطلاعا علميا حول ما يحب الناس وما يكرهون لظهرت نتائج مدهشة تبين كيف تغيرت أهواء وذائقة الانسان الفلسطيني خلال العقدين الاخيرين.

بالطبع سيكون الخلاص من الاحتلال هو أول ما يجاهر الفلسطيني بحبه وسيكون الاحتلال على رأس قائمة المكروهات، لكن مفردات مثل الثورة والسلاح ستكون غائبة عن الردود. وسنكتشف اننا نريد التحرر من الاحتلال من دون ثورة ومن دون سلاح ومن دون انتفاضات، رغم اننا لا نثق بالمفاوضات ولا بمشاريع التسويات.

ستظهر في الاستطلاع ايضا مواقف رافضة لسلطة السلطة في رام الله ولحكم الانقلابيين في غزة، لكن هذه المواقف ستكون مصحوبة برفض قوي لعودة الاحتلال الى داخل المدن ولعودة الادارة المدنية. وسنكتشف اننا لا نريد حكم انفسنا ولا نريد ان يحكمنا العدو!

سيجمع الفلسطينيون في الضفة وفي القطاع على حبهم للسفر، سواء عبر الجسر او من خلال المعبر او بأي وسيلة شرعية او غير شرعية، فالحصار كان دائما يبدأ بالاغلاقات ومنع السفر، ولو اتيح للناس اختيار وجهة السفر لاختاروا الداخل الفلسطيني ليزوروا يافا وحيفا وعكا والناصرة، رغم كل ما يرفق هذه الزيارات من أقاويل واتهامات بالتطبيع.

اما فلسطينيو الخارج، وانا واحد منهم، فان اهواءهم لا تبتعد كثيرا عن اهواء اهلهم في الداخل. فانا مثلهم ضد الاحتلال وضد المفاوضات ايضا، وانا لست معجبا بحكم السلطة في الضفة ولست معترفا بحكم الانقلابيين في غزة، لكنني في الوقت نفسه اريد الخلاص من الاحتلال ولا اتصور عودة ادارته الى المدن.

ساحاول القياس على نفسي لأستخلص النتائج، فاعترف بأن اكثر خمسة اشياء احبها هي: الحرية، الحكم الرشيد، العدالة الاجتماعية، الزيتون الفلسطيني، وتراب البلاد الأحمر. وأكثر خمسة اشياء اكرهها هي: الاحتلال، فساد الحكم، سياحة المسؤولين، الباذنجان المقلي، اتفاق اوسلو.

يمكن بقليل من الضغط أن اغير رأيي في الباذنجان المقلي.