تحقيق سمية مناصري

منطقة الشبريحا هي إحدى التجمعات الموجودة في منطقة صور والتي لا تعترف وكالة الأونروا بها كمخيم، بل كتجمع سكني صغير. لذا فهي تفتقر لكثير من ضروريات الحياة الكريمة وعلى رأسها المياه، حيثُ أنَّ أهم ما تعانيه حالياً يكمن في عدم وصول المياه للمنازل سواء أكانت للشرب أو للاستخدامات الأخرى .

وعن هذا الوضع يحدثنا أمين سر اللجنة الشعبية لتجمع الشبريحا أبو حسين معجم فيقول: "في أواخر الستينات قامت منظمة التحرير ببناء بئر ارتوازي مع خزان ومحوِّل كهربائي كان حينها يكفي لحاجة الأهالي والذين كان عددهم قليل جداً .أمَّا الآن فبسبب تضاعف الكثافة السكانية، أصبحت نسبة استهلاك المياه كبيرة جداً، ولم تعد تكفي حاجات السكان وخصوصاً حي المغاربة الذي يعاني قاطنوه الشدائد من قلة وصول المياه لهم" .

ويضيف معجم فيقول: "وعليه فنحن بحاجة إلى وجود مضختين جديدتين، واحدة تمتد من خلال خزان المياه إلى حي المغاربة وعرب السمنيين، لأنَّهم أكثر من يعاني من عدم وصول الماء لهم، أما الخط الثاني فيمتد من الخزان باتجاه حارة آل السكران وآل القديري، علماً أن هذا الخط كان سابقاً يضخ بواسطة آلة مخصصة لضغط الماء بسبب ارتفع الحي وحاجته لمضخة. غير أنَّ تكلفة هذه المضخة تقارب ال1400$، وهو مبلغ كبير على الأهالي ما سوف يسبب لهم عبئاً كبيراً، خاصةً وأنَّ معظم الأهالي يعملون في الفاعل. لذلك فهم الآن يعملون على شراء صهاريج ماء بمعدل صهريج في كل يوم وكلفته ما بين 25000 و30000 ألف ليرة يومياً، مما يجعلنا نتساءل حول ما إذا كانت أجرة الشخص العامل في الفاعل تغطي هذه التكلفة يومياً، في ظل منع الدولة اللبنانية لنا من حفر آبار ارتوازية في هذه الأحياء" .

أمَّا محمد ومحمود المغربي فيقولان: "نحن في حي المغاربة أكثر من يعاني من قلة الماء. فنحن نقوم بجمع الماء على مراحل، وحتى وإن وصلت المياه فهي تصل ضعيفة جداً. وفي حال عدم وجود الماء بالأنابيب، فإننا نقوم بشراء صهاريج رغم أنَّ يوميتنا كعمال في الفاعل لا تتعدى العشرين ألف ليرة لبنانية فقط، وهي لا تكفي أساساً لشراء الحاجات الضرورية لنا ولأطفالنا. وفي المقابل فصهاريج الماء لا تكفي للغسيل والجلي وتنظيف المنزل عدا عن حاجتنا للشرب، وها قد مضى علينا ستة أشهر ونحن نعاني من هذه الحالة".