بانوراما واسعة تجري من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن يسيرون في فلكه داخليا وخارجيا, من أجل إرباك القيادة الفلسطينية, وإشغالها بمشاكل عشوائية على جانبي الطريق, حتى لا تتقدم القيادة الفلسطينية إلى الأمام, وحتى لا تظل فلسطين بالنسبة للمجتمع الدولي في أول سلم الأولويات, بل وحتى تقنع الفلسطينيين أنفسهم أن قضيتهم تراجعت في درجة الاهتمام, فيشعرون بالإحباط الذي يترجم إلى مزيد من التدخلات السلبية من الآخرين, أو المزيد من عمليات إلحاق الأذى بالذات.

ولكن هذه البانوراما الإسرائيلية المتشابكة تبدو حتى الآن فاشلة وعاجزة, بتصريحات وتهديدات ليبرمان العنصرية الوقحة ضد الرئيس أبو مازن زادت ثقته بنفسه, وزادت من مصداقيته في المنطقة والعالم.

وجنون الاستيطان الجاري في الضفة والقدس, وجنون الحصار الذي يستمر لقطاع غزة, لا يشكل أي شرعية للاحتلال, بل يضاعف من حجم بطلان هذا الاحتلال, وإدانته وصولا إلى إزالته بصفته عائقا أمام السلام العالمي.

وبعض الإشاعات السوداء المقصودة, أو غير المقصودة التي تقال على لسان الآخرين, مثلما حدث مع إيران حين انطلقت بعض الإشاعات أنها تنوي أن تخل بمعايير انعقاد قمة دول عدم الانحياز في طهران, فيما يتعلق بالشرعية الوطنية الفلسطينية, سرعان ما انفضحت أنها إشاعات كاذبة ومختلقة, وأن الشرعية الوطنية الفلسطينية ممثلة برأس هذه الشرعية وهو الرئيس أبو مازن, تكرست أكثر, وتعمقت أكثر !!! بل إن بعض الألعاب الصغيرة التي يمارسها بعض الفرقاء المختلفين الفلسطينيين لتشويه صورة فلسطين, لا يقيم لها العالم وزنا أو اعتبارا.

فلسطين تتقدم, وهي ستكون على رأس جدول الأعمال في طهران في قمة دول عدم الانحياز!!! وهي ستكون على رأس جدول الأعمال في جنوب أفريقيا في ظل مؤتمر دولي ضخم تستضيفه جوهانسبرج ويحضره الدكتور نبيل شعت ممثلا للرئيس أبو مازن.

والقرار أصبح مؤكدا أن الذهاب إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية غير كاملة سيتم في نوفمبر تشرين الثاني القادم, بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية !!! وحتى موجات الأحداث الجارية في المنطقة جاءت لبعض الفلسطينيين دفعة إضافية, ذلك أن فلسطين هي بوابة التقدم الحقيقي, وأرض اللقاء الهزلي, وميدان اللقاء الإسلامي, وفلسطين قادمة مع كل جديد, ومع كل انتصار, ومع كل عمل جدي, وبالتالي فإن فلسطين حاضرة, رغم الصعوبات, ورغم الجراح الداخلية, ورغم التدخلات السلبية, ويتوجب علينا فلسطينيا أن نستعيد الثقة بأنفسنا وبقضيتنا, ذلك أنها قضية عادلة, وهي مفتاح السلام الحقيقي في منطقة تعج بأخطر الاحتمالات.