المتابع للسياسة العدوانية الإسرائيلية ولتصريح قادة هذا الكيان الإرهابي التي تؤكد على الإستراتيجية الاستعمارية الاحتلالية التوسعية والتي في مجملها تؤكد على:

أولاً: إنكار وجود للشعب الفلسطيني في وطنه واعتبارهم سكان مؤقتين

ثانيًا: إنكار حق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير

ثالثًا: رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو على حدود الرابع من حزيران 1967 بل ومنع إقامتها بكل الوسائل بتحد للمجتمع الدولي

رابعًا: تهجير قسري للشعب الفلسطيني وصولاً لإقامة دولة اليهود اليهودية كما صرح بذلك مجرم الحرب نتنياهو أي "طرد كل من لا يدين باليهودية من مسلمين ومسيحيين خارج أرض فلسطين التاريخية"

خامسًا: الاستمرار بكل وسائل حرب الإبادة والتطهير العرقي لضمان تحقيق الهدف الرئيس بالتهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى سيناء والأردن في إعادة إلى سيناريو 1948و 1967

سادسًا: مخططه بالهيمنة على مقدرات وثروات الوطن العربي الكبير بدعم أميركي من خلال فرض إدماجه بالوطن العربي دون إنهاء إحتلاله الاستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا، وما الخارطة التي عرضها سموتيرش بباريس قبل عام ونصف تقريبًا إلا الدليل على ذلك

بناءًا على ما تقدم فإن المخطط الإسرائيلي المدعوم أميركيًا ومن دول اوربية يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي العربي لكافة الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة "الأردن ومصر وسوريا ولبنان" ومن ثم الإنتقال إلى الدائرة الثانية مما يتطلب العمل على مواجهة هذه المخططات التوسعية دون إبطاء ودون الاستخفاف بها

- تشكيل محور إقليمي ضرورة:

لقد أثبتت الأحداث للعقود السابقة ضعف العمل الفاعل المشترك للدفاع عن الأمن القومي العربي الشامل مما مكن الكيان الإسرائيلي المصطنع الذي يعمل وكيلاً عن القوى الاستعمارية العالمية من احتلاله لأراض دول عربية ورفضه تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تدعو لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ليس لفلسطين فحسب بل للجولان وأراض لبنانية وما إنقلاب سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة كما انقلبت سابقًا على إتفاق أوسلو إلا جرس الإنذار المدوي بخطورة الأهداف العدوانية الإسرائيلية التي تتطلب العمل على تشكيل محور إقليمي فلسطيني إردني مصري سوري لبناني يتم توسيعها تدريجيًا يتصدى لمواجهة وإجهاض للمخطط الإسرائيلي الذي يبدأ بعملية التهجير "وإن بدأ للبعض عدم إمكانية تنفيذه حاليًا "وما يمثله من خطر مباشر على الأمن القومي الأردني والمصري وبالتأكيد على الأمن القومي السوري واللبناني وبشكل غير مباشر على الأمن القومي للسعودية والعراق والخليج العربي وهذا يعني بلورة والإتفاق على إستراتيجية موحدة تعمل على كافة المسارات الإقليمية والدولية تجد سبيلها للتنفيذ الفوري والبدء بتجميد كل الخلافات البينية والتوجه بتركيز الجهود نحو العنوان الرئيس وهو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة تنفيذا للقرارات الدولية.

إن تشكيل هذا المحور الذي يملك بحكم الموقع الإستراتيجي الجيوسياسي عامل قوة مؤهل لإحداث تغيير جوهري بمعادلة الصراع خاصة مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب بعد فشل النظام العالمي القائم بترسيخ الأمن والسلم الإقليمي والدولي عبر إنتهاج سياسة إقصاء مبادئ الحق والعدالة و فرض الأمر الواقع والإزدواجية البغيضة التي تتبعها وتتعامل وفق لذلك أميركا ومحورها بإنتهاك صارخ لميثاق ومبادئ واهداف الأمم المتحدة، فلسطين حريتها وإستقلالها وقوتها الدرع الحصين والحامي للأمن القومي العربي. فليكن المحور الإقليمي الهادف لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني ومنع التهجير القسري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة البداية للنهوض بالواقع العربي المشرذم والإنتقال إلى مربع الوحدة و القوة الفاعلة على الساحة العالمية، إسرائيل كانت وستبقى الخطر الأكبر، لا مكان لضعيف على الخارطة العالمية.