ميلاد مسخ حدث قبل 66 عاما، نما وترعرع على انقاض شعب كامل هُجر من أرضه ووطنه وصار اسمه اسرائيل، ولهذا المسخ جيشاً هَزمَ جيوش المنطقة في سته أيام أو أقل، وله لغة جمعت حروفها بلا وزن وبلا معنى وهي شاذة بلا قاعدة أو نسق، وله علم من لونين بداخله نجمة مسروقة، وصار للمسخ جواز سفر وهوية يقدم لها الطاعة كل المهزومين في الأرض ويتوسلون رضاهم بينما الفلسطيني صاحب الحق والأرض وابن كنعان يزداد اغتراباً وقهراً في كل العواصم وفي كل البلاد التي يعلوا فيها نياشين الهزيمة وأوسمة الكذب والعار والمراتب والدرجات التي حملوها يوم سقوط القدس، يوم الهزيمة في حيفا، يوم ضياع عكا، يوم فقدان يافا، يوم خسارة الناصرة، يوم الانتكاسة في كفر قاسم وطمرة وطبريا والبقيعة ورأس الناقورة والجديدة وسخنين والمجدل والرملة وعرتوف ولوبيا والمنصورة والطيرة وصفورية ويازور والقائمة تطول بمساحة هذا الوطن وهذا التراب.
في هذه الأيام يعتصر الألم قلوب الفلسطينيين جميعاً ويتوحد الألم فيهم في كل أماكن تواجدهم سواء كانوا على أرض الوطن أو مخيمات الشتات في دول الجوار أو في دول العالم أجمع وبقاراته الخمس حيث تشتت الفلسطيني بفعل النكبة الكبرى التي حلت عليه ظلماً وقهراً حين اقتحمت العصابات الصهيونية أرض فلسطين وطردت اهلها وسكانها على مرآى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً وتحديداً من القوى العظمى آنذاك والتي بدورها وفرت الغطاء وسهلت المهمه البشعة وقامت بتوفير كل وسائل الدعم للعصابات الصهيونية في جريمة لم يشهد مثلها التاريخ من قبل بهذا الحجم وبهذا الاجرام البشع وهذه السياسة التطهيرية التي استهدفت كل ما هو فلسطيني من انسان وشجر وحجر وتاريخ وحضارة وتراث، حيث طردت السكان الاصليين واستولت على منازلهم وبيوتهم واملاكهم واراضيهم وهجرتهم الى بلاد بعيدة في مشهد تذكره الأجيال وتتذكره وتتوارثه جيلاً وراء جيل.
لقد حلت النكبة على شعبنا قبل 66 عاما حين تدافعت العصابات الصهيونية لاحتلال فلسطين، متخذة من وعد بلفور ذريعة وكأنه وعد الهي وكأن بلفور اصلاً يمتلك حق الوعد الذي جاء بالباطل فوعد بأرض بلا شعب، وكانت تلك أكبر كذبة في التاريخ تماماً كما كان احتلال فلسطين اكبر جريمة عرفتها البشرية، ومنذ ذلك الوقت وشعبنا الفلسطيني يواجه تلك العصابات بكل الوسائل والطرق لكي يعيد حقه المغتصب وهو يتطلع الى ذلك اليوم المنشود ممسكاً بحقة بالعودة ومتشبثاً في أرضه ووطنه.
وفي هذه الأيام وحيث نحيي ذكرى النكبة الكبرى يتواصل مسلسل الاستهداف الاستيطاني لأبتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية لصالح قطعان المستوطنين الى جانب الخطر الحقيقي الذي يتهدد هذه الأيام القدس والمسجد الأقصى حيث تزداد الاعتداءات عليه وتتسع دائرة العزلة التي تفرضها باجراءات احتلالية وقمعية بشكل يومي بهدف بناء هيكلهم المزعوم وهذا ما تسعى اليه دولة الاحتلال في مرحلة شديدة التعقيد وفي واقع عربي منكسر ومتفرق ومشتت وغارق في اوضاعه الداخلية.