بعد أن أصبح واضحًا تمام الوضوح، أن جبهة إسناد "طوفان الأقصى" وأمام هذا العدوان الواسع الذي تشنه إسرائيل ضد لبنان، باتت هذه الجبهة هي اليوم ما يحتاج فعلاً إلى جبهة إسناد، غير أنه لا أحد يراها ممكنة حقًا، لا من عواصم دول "محور الممانعة" التي تملك من الأسلحة ما لا تملكه السلطة الوطنية الفلسطينية فقط، وإنما أساسًا من عاصمة هذا المحور الإيرانية، وقد أعلن رئيسها أن الإيرانيين والأميركان إخوة، فلم يعد هؤلاء هم الشيطان الأكبر، وإن طهران لا تريد حربًا، لا موسعة، ولا غيرها، ولا بأي حال من الأحوال .

بعد أن أصبح هذا الواقع واضحًا تمام الوضوح، كثيرون في الأوساط الفلسطينية، والعربية، باتوا اليوم يعترفون وبلا تردد " نعم الرئيس أبو مازن كان على حق" حين دعا للمقاومة الشعبية السلمية، لحسم الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وحين طالب المجتمع الدولي من على منبر الأمم المتحدة، بالعمل على حماية الشعب الفلسطيني من بطش آلة هذا الاحتلال الحربية، المتخمة بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة.  

نعم الرئيس أبو مازن كان على حق، حين وصف تلك الصواريخ التي كانت تطلقها حماس من قطاع غزة، بأنها صواريخ عبثية، وبمعنى أنها لن تستطيع تحريرًا للأرض، ولا حتى تحقيق ردع لبطش الاحتلال، وإسقاط لمخططاته الساعية لتصفية القضية الفلسطينية، ومشروع حركتها الوطنية التحرري. وما جرى بعد السابع من أكتوبر العام الماضي، من عدوان حربي إسرائيلي شامل، ضد قطاع غزة، أوضح دليل على ذلك وهو العدوان الذي ما زال متواصلاً، وقد أسفر حتى الآن عن إعادة احتلال القطاع، بعد تدميره، واستشهاد أكثر من أربعين ألفًا من أهلنا هناك، ثلثهم من الأطفال والنساء، عدا الجرحى الذين فاق عددهم التسعين ألفًا.     

نعم كان وما زال الرئيس أبو مازن على حق وهو يعمل على مدار الساعة على تجنيب الضفة الفلسطينية المحتلة خطر الحرب الإسرائيلية الشاملة، بضبط الموقف الأمني والوطني المسؤول، بعدم الانجرار إلى ما يريده الاحتلال من مواجهة مسلحة مع بنادق السلطة الوطنية، التي هي بنادق حماية شرطية، لا بنادق حربية، وحتى لو كانت كذلك فإن رصاصها لن يكون بوسعه دحر دبابات الميركافا، ولا إسقاط طائرات الإف ستة عشر.  

نعم الرئيس أبو مازن كان وما زال وسيبقى على حق، لأنه المسؤول الوطني الفلسطيني بحق، وإرادته إرادة الحق، وقراره قرار الحق، حق فلسطين وشعبها في الحرية والسيادة والاستقلال.