«القدس مدينتنا نحن المسيحيون قبل كل الناس, ذاهب لأقول انها مدينتنا وهي القدس العربية, لدي رعية في القدس وشعب وأنا ذاهب عند شعبي والى بيتي».
صاحب هذا الموقف الوطني العروبي الانساني العقائدي الديني الصحيح هو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي, اما نحن فانا من جوار ومن قلب زهرة المدائن مدينة السلام, مدينة الله والمؤمنين القدس العربية الفلسطينية اهلا بك في الأراضي المقدسة, أهلا بك في مدينة بيت لحم مهد المسيح عيسى بن مريم, فهناك ستجد رئيس الشعب الفلسطيني, ستجد قلوب وصدور المسلمين والمسيحيين وكل المؤمنين بالسلام والحق والحرية للإنسان مفتوحة لتعانقكم, وتحيي خطوتكم الجريئة الشجاعة المباركة من الرب, ستجد محمود عباس رئيس الشعب الذي حمى المهد والقيامة وطريق الآلام, فرئيسنا ابو مازن وشعبنا سيصغون بقلوب مطمئنة الى رسالتكم وهم يسمعون منكم قولكم: «لكم حق يا فلسطينيين بدولة لكم, فبيت لحم لكم, الأراضي المقدسة موجودة ونحن موجودون فيها قبل انشاء اسرائيل, انا هنا بين شعبي».
أهلا بالرسول الآتي الينا من بلاد الآرز الطيبة الجميلة, فلك في بلاد وأرض الزيتون المقدسة رعية وشعب يحبك ويحب كل من سار معه على درب الحقيقة, فمسيرتك نحونا ومعنا على درب الآلام وأنت تحمل صليبك بما يرمز على ظهرك سيباركها الرب والشعب, وأولي الألباب.
بوركت خطواتك وأنت تقطع مع البابا نهر الاردن والمغطس المقدس, وبوركت وأنت تناجي رب السلام والمحبة في المهد, ومبارك علينا شجاعتك المستمدة من من قلب المسيح, فوقفتك المنتظرة في مدينة الله, وقولك كلمة الحق رغم الأشواك, ورغبة الجاهليين لرجمك, هي انتصار لحقيقة الإنسان, لرسالة السلام, للحق, للحرية التي من أجل تمتع أبناء آدم بنعمتها, وتحررهم من شذرات الكراهية والعدائية بين الانسان وأخيه الانسان ضحى المسيح وتحمل آلام التعذيب والاستشهاد على الصليب.
اهلا بك يا سيدي في وطن المسيح وان كنا مؤمنين أن الدنيا كلها بأرضها وسمائها هي الوطن بلا حدود لروحه الخالدة وتعاليمه, وتلاميذه ورسله المؤمنين, ففي فلسطين يا سيدي شعب افتدى أرض مهد السلام وضحى ومازال لتحريرها, كما افتدى المسيح البشرية وضحى من أجل سلام يعم قلب كل فرد من امة الانسان.
ياقداسة الراعي.. أيها البطل.. تحرر زيارتك للقدس ومدينة المهد الخائفين من عواء الذئب وأنيابه, الذين تخشبت شرايينهم, وجفت ينابيع عقولهم وعواطفهم.. فوقفوا من بعيد يتحسرون علينا, فيما الذئب ينهش لحمنا, ويطق عظامنا, ويبيت بعد شبع وبطر وراء عظيم مقدساتنا لا يملكون من ضعف ووهن يكاد يسحقهم إلا تحريم زيارة المدينة المقدسة وشعب الأرض المقدسة, وكأن الفلسطينيين مقطوعين من شجرة المؤمنين. فنتمنى بحضرتك وحضرة البابا الحبر الأعظم تصويب بوصلة المؤمنين المسيحيين باتجاه القدس العربية, قلب فلسطين.