سنبدأ من غزة، التي تخلو من مستوطنات ثم نكوّع الى الضفة،التي تعج بالمستوطنات .. وستجدون أن الطمع والسعار لا يختلف في القطاع عنه في الضفة.كيف؟

إسرائيل، حاملة المنشار الإستيطاني على الطالع والنازل،تريد أن تضمّ 10% من مساحة الضفة. الضفة حسب قياس نتنياهو تعادل 55 مرة مساحة تل أبيب.هذا يعني أنّ القضم في الضفة أكبر من مساحة القطاع.

لكن، ما هي المساحة الرسمية للقطاع؟ يقولون 360كم، والقطاعأشبه بزائدة دودية ( مصران أعور ) في بطن إسرائيل، تخلص منه شارون بعملية جراحية هيأشبه بعملية تجميلية ( تحكم بدل الإحتلال ).

قبل أوسلو كانت منطقة عازلة أو منطقة حرام تحيط بالقطاعلجهة الشرق والشمال .. ومن ثم؟ أقام الإسرائيليون سياجاً إلتهم 200 متر من المنطقةالعازلة، وضمّها إلى إسرائيل.

بعد الإنتفاضة الثانية صار السياج جداراً فاصلاً - عازلاً،وأعلنت إسرائيل أنّ الأراضي غرب الجدار إلى مسافة 300م منطقة محظورة، تحت تحذير إطلاقالنار. هذا يعني حرمان الفلاحين من زراعة في هذا القطاع الضيق، وعلى امتداد 48كم.

هكذا، ما تدعوه إسرائيل " جدار الأمن " صارله غطاء طنجرة هو " أمن الجدار ". ومن وراء الجدار تخرج دباباتهم وجرّافاتهملـ " تحلق " الأراضي المزروعة والمشجرة، لتغدو أرضاً يباباً.

ماذا في الضفة؟ قبل أول مستوطنة يهودية في إيلون موريهوسبسطية وقلب الخليل ( مبنى الدبوية ) إلتهمت إسرائيل المنطقة العازلة/ الحرام في اللطرونالخصيب، وبنت جداراً شرقه أسمته " جدار الأمن " وكل ما هو غربي الجدار غيرخاضع للتفاوض، لأنه محشو بالكتل الإستيطانية، وبعضها " زائدة دودية " تمتد25كم في عمق الضفة مثل " كتلة أرئيل " شمالي سلفيت، تكاد تقسم شمال الضفة( السامرة ) قسمين .. ومن ثم فإنّ توسيع الإستيطان اليهودي في وسط الضفة إنطلاقاً من" القدس الموحّدة الكبرى " يكاد يقسم جنوب الضفة عن شمالها. أعرف أنها معطياتراهنة، ومعلومات قديمة، لكن طفرة سعار تهويدية جديدة تهدّد بإقامة بؤرة سادسة في قلبالخليل.

إنطلاقاً من السيطرة على بيت قديم يحلو لهم تسميته" بيت الماكفالا " أيّ ملحق بالحرم الإبراهيمي الذي يسمّونه " مغارةالماكفالا " ويدّعون أنّ أباهم/ أبانا إبراهيم الخليل إشتراه قبل 4000 سنة، أيّقبل خراب الهيكل الأول والثاني ( اشتراه لذريته من سارة أو من هاجر..؟ ).

الحجة الغابرة تذكر بالذريعة الغابرة .. فماذا عن الحججوالذرائع الجارية؟ بعد أن اقترف الجزّار/ الطبيب غولدشتاين فعلته في الحرم الإبراهيمي،فكر رابين بإخلاء المستوطنة اليهودية في قلب الخليل .. لكن، كانت هناك مناسبة" عيد المساخر " ولا يجوز فيها إخلاء يهود.

الآن، بعد البؤرة السادسة في " بيت الماكفالا" التي ستغدو مشروع مستوطنة، قرّر الجيش إخلاء المستوطنين ( الذين "اشتروا"البيت عن طريق التدليس والتزوير ) .. لكن نتنياهو قال: كيف نخليهم ونحن على أبواب" عيد الفصح"  اليهودي .. علماً أنهأكثر الأعياد هدوءاً، بحيث يفكر الجيش ألاّ يفرض الإغلاق فيه على الضفة.

..فإلى قلب القدس، ولصق أبو ديس، حيث قرّروا إقامة بؤرةللمستوطنين أسموها " كدمات تسيون " وفي قلب - قلب القدس الشرقية يخططون لإقامةبؤرة؛ حيث كان مقرّ المفتي في فندق شبرد، وعن طريق التدليس والوثائق المزوّرة عبر وسيطثالث مأجور أو وهمي. 

هذا هو " الردّ الصهيوني " أو اليهودي، أوالتوراتي، أو التوسّعي .. أو السعاري على قرار محكمتهم العُليا بإخلاء بؤرة "ميغرون " قبل أول آب .. وعندما يأتي آب سيقولون: لا يمكن الإخلاء في ذكرى خرابالهيكل.

هي معركة بيت - بيت، دونم - دونم، تلة – تلة .. وهميبكون على خرائب مستوطنة " حومش " التي أخلاها شارون في محافظة جنين، وسيحجونإلى خرائبها بمناسبة " عيد الفصح " مطالبين بإحيائها من جديد.

ليس لهذا السعار من آخر؟! ومن سيقتل؟ السلام؟ فلسطين؟إسرائيل؟