مناضلوا شعبنا الاحرار الثلاثين من مارس من كل عام يوماللكفاح الوطني دفاعا عن الارض، وعن المشروع الوطني برمته، وهو يوم يتجدد فيه العهدوالوفاء لشهداء يوم الارض وكافة شهداء شعبنا أي كانت انتماءاتهم السياسية والفكرية.. ولأنه يوم الارض كان يوما للوحدة والتلاحم، فيه تحتضننا الارض بصدرها الكبير، لتحنوعلينا بحبها وحنانها .. تشعرنا بالدفيء والتآخي والتسامح .. تذكرنا بأنها ما زالت محتلةمن غاصب لئيم لا يعرف معنا للسلام او للعدل، وبان شمسها لن تشرق الا بتخليصها من غاصبيها... هي الارض نبع العطاء وعنوان كل نضال صادق يرفع شعار الكفاح والمقاومة أي كانت أشكالها،ويُبقي على فلسطين وجهته الاساس وهدفه المركزي بعيدا عن اجندات متلونة بتلون المصالح،وبعيدا عن الاهداف الفئوية والمكاسب الخاصة . 

كان شعارنا لهذا اليوم الكفاحي في هذا العام ' القدسفي يوم الارض ' ، وهي الحملة العالمية لدعم القدس، فيه يتجدد الدعم الشعبي العالميلشعبنا، لتُضع القدس من جديد في دائرة الضوء بعد ان تكاسلنا جميعا في دعمها بكل طاقاتنا،وبعد ان تمكنت انياب الغاصبين من معظم أجزائها، حتى بات اهلها يئنون من وطأة التمييزوالتهويد والاضطهاد اليومي الذي بات يلازم صباحاتهم ومساءاتهم .. القدس قلب فلسطينالنابض، ومن الواجب ان تكون قلب الامتين العربية والإسلامية كذلك،  فهي وأهلها ضاقوا درعا بالشعارات والخطابات الداعمةلهم، غالبية افعالنا كلام في كلام، وغالبية افعالهم الاحتلالية تغير معالم المدينةالمقدسة لسحق هويتها العربية والاسلامية، والتدرج في ضغوطهم لترحيل سكانها، هم يفعلونونحن نخطب ونندد، هم يغدقون الاموال من اجل تنفيذ مخططاتهم، ونحن العاجزين عن توحيدمرجعيات الدعم والمساندة لمدينة القدس واهلها، وكذلك توفير كل ما يلزم لتعزيز صمودهم. 

هذه المناسبة هي صرخة شعبية تجاوزت حدود بلادنا الىما هو اوسع .. صرخة احرار العالم الذين يساندون نضالات شعبنا في حقنا بالقدس والارضمحررة من رجس محتليها، هي صرخة تحمل مضامين اعم لعلها تُخجلنا جميعا نحن المنقسمونعلى انفسنا، نحن الذين بتنا نلهي انفسنا عن القدس والارض بمناكفات سياسية نبضها الانقساموماسيه الكارثية، صرنا وكبعض الانظمة البائدة، نبحث عن ما يلهي شعبنا، احيانا برفعقيمة الضرائب، ومرة بتهديد الموظفين باجبارهم على التقاعد، او بقطع رواتب البعض، ومايعانيه موظفو 2005 من بؤس احوالهم، وكذلك اشغال غالبية ابناء شعبنا باللهاث وراء البنزينوالسولار والغاز،وإذا ما جاء موعد الكهرباء او المياه، وبرسوم واجراءات ما انزل اللهبها من سلطان .. صحيح ان الاحتلال هو الاساس في كل هذه المصائب، فهو الذي لا زال يحتلالارض في الضفة وكذلك في قطاع غزة ' مع فارق حالة التموضع'، وهو الذي يصادر استقلالناويمنع اقامة دولتنا، وهو الذي مازال يكبلنا باتفاقيات ويحاول التعامل معها وفق اجنداتهالاحتلالية، وهو ايضا الذي يحاصر قطاع غزة ويهدد امن وحياة ساكنيه على مدار الساعة.. هذا كله صحيح، لكن ماذا نحن فاعلون فيما هو بين ايدينا؟؟ هل استطعنا ان نستفيذ ممايعزز قوتنا في وجه هذا الغاصب؟ هل فرضنا بسلوكنا ومواقفنا وخطابنا المواحد، احترامالعالم لنا وتعاطفه الكامل مع قضيتنا ؟ هل تعاملنا بحق مع شعبنا بأنه محتل ويجب انتوفر له كافة اشكال الدعم من اجل تعزيز صموده ؟ وهل تعاملنا معه كمحاصر لنرحمه من كافةالاجراءات والقرارات التي تزيد من اعبائه ومصائبه ؟ وهل تجاوزنا بعض الافكار الشيطانيةالراغبة في تكريس انقسام الوطن وترسيم ذلك؟ 

صحيح ان نجاحنا في انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدةيؤثر فيه العديد من التداخلات الدولية والإقليمية والعربية وفي مقدمة ذلك الإسرائيلية،لكن هذا لا يعفينا ولا بأي حال من الاحوال من ان نتجاوز مربع الضعف القاتل الذي يحاصرنابسبب افعالنا ومواقفنا المهترئة، ولا يعفينا من ان نفعل ما بإمكاننا لتحسين مواقعناكفلسطينيين من اجل التاثير الايجابي في فعل الاخرين وإسقاطاتهم الخارجية . 

ان من يخلص للأرض والقدس والمشروع الوطني برمته، هومن يسعى بحق لإنهاء حالة الانقسام بعيدا عن الاعتبارات الفئوية او الشخصية، وبعيداعن الولاءات التي الحقت الدمار بشعبنا ومستقبله، ومن يتحدث عن تحرير فلسطين يجب انتكون وجهته خالصة لذلك، وان يعزز هيبتها وهيبة شعبنا باعتباره شعب مناضل يسعى من اجلحقوق وطنية عادلة، ولا يمكن ان يقبل ان يحوله البعض لشعب عاجز ذليل متسول مسلوب الارادة،أي كان هذا البعض، وسيبقى عامته على الدوام مخلصين قولا وفعلا للأرض وشهدائها، وللقدسوساكنيها، وبالأساس للكرامة الوطنية التي هي عنوانه في كل المراحل .