خاص/مجلة القدس، الاتفاقالفلسطيني الفلسطيني الذي جرى التوقيع عليه في الدوحة القطرية وتحت رعاية أمير قطركان حالة إدراكية متقدمة انطلاقاً من أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة ملحة ودائمة،الهدف منها توحيد رؤية اللحظة الراهنة وترتيبها نحو المستقبل، وحشد كل الطاقات لزجهافي عملية الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

لقد أدرك الفلسطينيونعلى خلفية المصالحة أن على الطاولة حصيلة فخمة من الخسائر والخطر لتفاقم الخلل الكبيرجراء الانقسام والانقلاب على الشرعية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني وحيث لميسجل في رصيد تلك السابقة أي مكسب إنما مأزق فرض على الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزةطالت كل مناحي الحياة من المعاناة والقهر والبطالة واستفحال الوضع الاقتصادي وحالةالتشرذم والحصار، والأنكى من كل ذلك كان الانقلاب في 16/6/2007، هدية مجانية للاحتلالالإسرائيلي أعطى الهامش الواسع للحكومة الإسرائيلية اليمينية نتنياهو- ليبرمان باستمرارعدوانهم على الشعب الفلسطيني بالضغط المادي والعسكري بمصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطانوتهويد القدس وتسويف المفاوضات وذلك للنيل من صموده.

وكسر أرادته وفرضالاستسلام عليه، وبالشروط التي يريدها نتنياهو التي تخدم أهدافه الأيديولوجية والحزبية.

ثمة رؤية واحدةلكل قوى العمل الوطني وتوافق كل الأطراف بأن الظروف مهيأة وتفرض نفسها في إنجاز المصالحةالوطنية الفلسطينية للخروج من المأزق المركب وحالة انسداد الأفق السياسي التي تواجههافي الوصول إلى التسوية العادلة والشاملة ومواجهة التحديات ومتطلبات الصراع بما أنهامعركة استعادة الحقوق العادلة نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسباستكمال عناصر الصمود والتوحيد، وإنهاء حالة التشرذم والحفاظ عل منجزات الشعب الفلسطيني-ومكتسباته التي حققها بدماء الشهداء وآلاف الأسرى والعبر والصمود الأسطوريين.

وإعادة الاعتبارللعمل السياسي وقوته على قاعدة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإسناد عربي وموقف دولي داعم،وتوفير كل الدعم للمقاومة الشعبية وتوسيع المشاركة فيها باستعادة التاريخ الفلسطينيزخمه وحيويته، ومما يزيد من إرباك الاحتلال الإسرائيلي وتشويه صورته أمام العالم.

أسقطت المصالحةالفلسطينية الفلسطينية من أجندتها إلى حدٍ بعيد بعضاً من هموم الشعب الفلسطيني ومعاناته،رغم أنه  يجتاز أقسى مرحلة من مراحل تحرره الوطني،لكن المفاجأة الصدمة في موقف الجناح الغزي من حماس وموقفه من ذلك الاتفاق. وبرز بوضوحمعارضة الفريق الحمساوي في غزة تحت جدران وهمية ملتبسة استندت إلى شخصنة المواقف والمزاجالشخصي، والتناقض الداخلي في حماس بين موقفين حيث الأول يرى أنها الفرصة الأخيرة لرصالصفوف وتوحيد القوى على أسس وطنية انطلاقاً من البرنامج الوطني الذي تلتقي عليه كلالفصائل الوطنية والإسلامية وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيدللشعب الفلسطيني وحماية الثوابت الوطنية الفلسطينية. والفريق الآخر الذي يهيمن علىقطاع غزة بارتباطاته الإقليمية المنسجم مع ما يسمى بالربيع العربي وإحدى مراهناتهاومتوهماً بحصر الصراع بشخصه ومزاجه.. وفي ذلك تناقض بين فئوية الموقف وبين مصالح الشعبالفلسطيني الوطنية، ومعتبراً أن النضال الفلسطيني لا يكون إلا تزولاً عن رغبته.. والقاعدةالذهبية لتلك كل المبررات الاستفادة من واقع قطاع غزة حيث برز ظهور ستماية ملونير منذالانقلاب الأسود على السلطة الوطنية عام 2007 حتى اليوم.

إنجاز المصالحةالوطنية الفلسطيني مسألة وطنية بامتياز، والأهم الإسراع بتشكيل الحكومة الفلسطينيةالتي اتفق على رئاستها بشخص الأخ الرئيس أبو مازن ولمدة زمنية محدودة تعمل على إعدادالإجراءات القانونية للانتخابات الرئاسية والتشريعية وأن تكون من ذوي الاختصاص أي تكنوقراطوليست فصائلية ومن المستقلين.

مأزق حماس الداخليلا يبرر التعاطي مع اتفاق المصالحة الوطنية بإدارة الظهر أو وضع العصي بالدواليب، ولايقدّر حجم الأضرار التي يلحقها  بالقضية الوطنية،وبالتالي الحركة السياسية والدبلوماسية الفلسطينية إقليمياً ودولياً. وهي تترافق معالتعنت الإسرائيلي وتسويفه وخداعه ويساعد في محاصرة الموقف الفلسطيني وأضعافه في مواجهتهاليومية والسياسية واستهداف المشروع الوطني الفلسطيني.

تجسيد الوحدة الوطنيةالفلسطينية والتعجيل بتشكيل حكومة الوفاق الوطني من شأنه أن يوقف أي اجتهادات أو مواقفمحورية، وينقل المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى تحوّل نوعي ويعيد صياغة الفعل النضاليويوفر الظروف والمناخات الملائمة في وضوح الهدف ووحدة الأداة للصمود وتطوير واستمرارالمقاومة الشعبية وتفعيلها، ويساهم في دعم الحركة السياسية والدبلوماسية لحشد الدعموالتأييد بما أننا ما زلنا في معركة نيل العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، كماتوفر للرئيس أبو مازن طرح ملف القضية الفلسطينية في مؤتمر القمة العربية القادم أواخرآذار في العاصمة العراقية بغداد، ما يستدعي وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينيةوالتزاماته ومن أولويات الربيع العربي!..

وحدة الشعب الفلسطينيفي الداخل والشتات هي القوة الرئيسة للموقف الفلسطيني، إن كل شعوب العالم التي خاضتثوراتها لم تنجح ولم تنتصر إلا بوحدتها الوطنية.

مواجهة الاحتلالالإسرائيلي والتعدي لعنصريته واستيطانه وتهويده للأرض الفلسطينية يكون بالخيار الوحيدالوحدة الوطنية الفلسطينية، لكي نكون جديرين باحترام شعوب العالم، وامتلاكنا وعي المرحلةلكي نضع كل قدراتنا وإمكاناتنا لدحر الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة وعاصمتها القدس.