صَمتت المدافعُ، ..
واختفى أزيزُ الرَّصاصِ ..
كأنَّ الليلَ قد  أدركهُ الفجرُ ..
وكأنَّ الحطامَ استسلمَ للضياءِ..
***
غزةُ  تنفضُ الغُبارَّ  عن وجهها ..
غزةُ، ..
يا وجهَ الطينِ الذي لا ينحنِي، ..
يا حُلمًا يُعانقُ الحصارَ، ..
ويا نارًا لا تخبو ..
في عيونِ الأمهات..
***
خمسةَ عشرَ شهرًا،..
منَ الحربِ والجُنون ..
وغزةُ تُقاومُ الفناءَ، ..
تُعيدُ تعريفَ الحياةِ ..
من بينِ شظايا الدمار ..
ورائحةِ الموتِ والرَّماد ..
***
على الأرصفةِ المكسورة، ..
هناك ،..
تنبثقُ ورودٌ حـَمراءَ ..
من رمادِ القصف، ..
من ركام الحاراتِ القديمةِ ..
تُلملمُ البيوتُ أشلاءها ..
كما يلملمُ القلبُ ذكرياتِه ..
***
شُهداءُ في كلِّ زقاقٍ، ..
وفي كلِّ بيتٍ جريحٌ، وجِراح ..
لكنَّ غزةَ لا تموتُ ..
من تحتِ الأنقاضِ، ..
من بينِ  ازيزِ  الرَّصاص ..
وصَوتُ المَدافعِ والطائِراتِ..
يصمُ القلوبَ والاذان..
تصعدُ  غزةُ كطائرِ الفينيقِ ..
تصعدُ إلى سماءِ الصَبر ..
كأنها السَمندلُ لا تَحتَرِق ..
تحاكيِ ملائكةَ السَماء ..
تودعُ ارواحَ الشُهداء ..
***
يا غزةَ الحياة، ..
يا كفَّ الأطفالِ الممتدةِ للحلمِ، ..
يا وجعَ الأوطانِ الذي ..
لا ينكسرُ أمامَ عواصفِ الليل ..
***
سقطَ العدوانُ ..
كما تَسقطُ أوراقُ الخريف، ..
وغزةُ، ..
بعنادِها الأبدِي، السرّْمـدي ..
تُشرقُ شمسًا جديدةً، ..
تُعيدُ كتابةَ الحِكايةِ ..
من جَديد  ..
بدمِ الشُهداءِ ..
وصَبرِ الناجين..
***
 تعلنُ هنا،
تبدأُ الحياةُ من جَديد، ..
رغمَ الحُطامِ، و إنتشارِ الرَّماد ..
رغمَ الدموعِ التي ..
لا تجفُّ، ..
والدماءُ التي تنزفُ من روحِها  ..
وغزةُ تُعلنُ للعالمِ:
خَسِرنا ،. 
"لكِننا ،  لن نُهزمَ، ..
فالحياةُ تَنبضُ في عُروقِنا ..
مهما اشتدَّ الظلامُ ..!