في رحلة ملحمية من شوارع الجزائر إلى حلبات الملاكمة العالمية، تبرز قصة البطلة "إيمان خليف"، كنموذج مشرف لقوة الإرادة والإصرار، تلك الفتاة التي بدأت حياتها بتحديات كبيرة، لتثبت للعالم أن الرياضة ليست حكرًا على الرجال، وأن المرأة العربية قادرة على تحقيق المستحيل.

كانت الرياضة دائمًا جزءاً من حياة إيمان، حيث بدأت أولاً بممارسة كرة القدم بتشجيع من والدها ومدرسها في المدرسة، لكن سرعان ما اكتشف مدربها إمكانياتها البدنية الكبيرة التي تؤهلها لأن تصبح بطلة رياضية في مجال آخر، وهو الملاكمة، وفي اللحظة التي خطت فيها إيمان إلى الحلبة لأول مرة، شعرت بانجذاب قوي نحو هذه الرياضة التي ستحول مسار حياتها بالكامل.

بفضل دعم مدربها محمد شعوة وإصرارها المستمر، أصبحت إيمان واحدة من أبرز الرياضيات في الجزائر، في عام 2022، تم تكريمها من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في يوم المرأة، كما اختيرت لتكون سفيرة اليونيسيف في الجزائر، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها في بطولة العالم لملاكمة السيدات في الهند عام 2023، والتي تم استبعادها منها بشكل مفاجئ بسبب "معايير الأهلية"، لم تتخلَّ إيمان عن حلمها في تحقيق إنجازات رياضية كبيرة لبلدها.

وحصدت خليف، الميدالية الذهبية في الملاكمة لوزن الوسط "تحت 66 كيلوغرامًا"، في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

وبفزها هذا، تكون إيمان أول امرأة جزائرية تحرز ميدالية أولمبية في الملاكمة وأول ملاكم أو ملاكمة من بلادها يحصد الذهبية منذ، حسين سلطاني، في أتلانتا 1996، بإجماع الحكام.

"إيمان خليف" لم تكن مجرد ملاكمة عادية، بل أصبحت رمزًا للإصرار والشجاعة في مواجهة التحديات. قصتها تلهم النساء في جميع أنحاء العالم بأن يؤمنَّ بقدراتهن وأن يتحدين الصعاب لتحقيق أحلامهن. ورغم الصعوبات التي واجهتها، تبقى إيمان خليف تجسيداً حقيقياً لمقولة "الذهب للذهب"، فهي لم تسعَ فقط لتحقيق الإنجازات الرياضية، بل أيضاً لإظهار قوة وإرادة المرأة في مجالات تعتبر حكراً على الرجال.