نحو تضامن دولي حقيقي وعملي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة

يصادف الــيوم الإربعاء، الـ 29 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تأكيدًا على حقوقه الوطنية المشروعة، غير القابلة للتصرف، وحق شعبنا في تقرير مصيره الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، أسوة ببقية شعوب الأرض.

تأتي هذه المناسبة، هذا العام في ظل عدوان صهيوني إجرامي غاشم وحرب إبادة جماعية وجرائم حرب يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وفي ظل إستباحة كاملة لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وقيام جيش الاحتلال بإغتيال أبناء شعبنا وهدم البيوت وتخريب البنى التحتية وإعتقال العشرات، مع استمرار قيام جنود جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين بإنتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية والإعتداءات المستمرة على المصلين والمؤمنين في المسجد الأقصى والكنائس، وسياسة إبتلاع الأرض باقامة المستوطنات غير الشرعية، في ظل إنحياز رسمي أميركي وغربي سافر ومفضوح إلى جانب دولة "الاحتلال"، إذ منحت الإدارة الأميركية وبعض هذه الدول، دولة "الاحتلال" دعماً عسكرياً ومالياً وسياسياً ودبلوماسياً غير مسبوق، تحت الشعار المزعوم، بحق  دولة "الاحتلال" الدفاع عن نفسها. 

إن يوم التضامن العالمي يشكل هذا العام فرصة تاريخية لرفع الظلم التاريخي عن شعبنا الفلسطيني ولإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية، ويجب أن لا يبقى مناسبة سنوية عابرة، يحتفي بها العالم كل عام، بل يتوجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته التاريخية والسياسية والإنسانية والأخلاقية تجاه شعبنا الفلسطيني في الوطن، الذي يرزح تحت أطول وأبشع احتلال عدواني عرفته البشرية، ويعاني ظلماً وبطشاً وإرهاباً وحصاراً وقتلاً مستمراً، على مرآى ومسمع العالم. 

وتدعو الدول العربية الإسلامية وشعوبها وشعوب العالم الحر إلى المزيد من التضامن مع شعبنا، والإستمرار بالتعبير عن رفض بشاعة العدوان على شعبنا والدعوة لإنهاء الاحتلال والضغط على حكوماتها لإتخاذ مواقف عادلة تجاه القضية الفلسطينية، ونتوجه بالتحية للشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم التي عبّرت عن تضامنها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفضها للعدوان الإجرامي على شعبنا، وتأكيدها على حق شعبنا بالحرية والإنعتاق والتخلص من الاحتلال.

وتدعو قيادة حركة "فتح" في لبنان إلى وحدة وطنية كاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وتوحيد كل الجهود لمواجهة العدوان ولمواجهة كل المشاريع التصفوية التي تستهدف شعبنا وقضيته العادلة.

إن قيادة حركة "فتح" في لبنان تتوجه بتحية إكبار للشعب اللبناني الشقيق ومرجعياته السياسية الحزبية والدينية الذين وقفوا دائمًا إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيتنا العادلة.

التحية  لشعبنا الفلسطيني الصامد والصابر والمقاوم في كل أماكن تواجده ومعًا وسويًا حتى النصر والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

المجد والخلود لكل الشهداء الأبرار الذين قضوا على طريق تحرير فلسطين، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والحرية لأسرنا البواسل.

 

وإنها لثورة حتى النصر


قيادة حركة "فتح" في لبنان
 29 تشرين الثاني 2023