بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) صدق الله العظيم.

تحيَّةً إلى روح الزُّملاء الصّحافيين في فلسطين المحتلَّة ولبنان الشَّقيق..

بألمٍ يعتصرُ القلوب تلّقينا نبأ اِستشهاد الزَّميلة الصّحافيّة مراسلة قناة الميادين فرح عمر، والزّميل المصوّر ربيع المعماري الّلذين تمَّ اغتيالهما بِشكلٍ مُتعمّدٍ وغادر جنوبيَّ لبنان، خلال نقلهما الحقيقة بالصّوت والصّورة، وأخذ كافّة الإجراءات والتّدابير التي تثبتُ أنّهم صحافيون، ورغم هذا لم يستطيعا اليوم أن يستكملا نقل الرّسالة، وملاحقة الخبر إلى النهاية، لأنّهما أصبحا هما الخبر.   

هي ليست المرّة الأولى الّتي يغتال فيها الاحتلال الصّوت والصّورة، بهدف التّعتيم على جرائمه باستهدافاتٍ مقصودةٍ وبأوامر مباشرةٍ، إمعانًا في ارتكاب المجازر. الزّميلة فرح والمصوّر ربيع، وكلّ من انضمّ قبلهما من الصّحافيين في فلسطين ولبنان إلى قافلة الشّهداء، أدّوا واجبهم المهنيّ والإنسانيّ على أكمل وجه بسلاح العدسة والقلم، فجوبهوا بالرّصاص والقذائف في خرقٍ واضحٍ وفاضحٍ لكل المعايير الدّوليّة في عدم استهداف الصّحافيين والإعلاميّين.

صحافيو لبنان كزملائهم في فلسطين المحتلّة وقطاع غزَّة لم يتوانوا عن المُخاطرة بأرواحهم في سبيل تقديم الحقيقة وكشف زيف الرّواية الصَّهيونيّة، إذ يحملون دماءهم على أكفّهم لنقل الخبر قبل أن يصبحوا هم الخبر في حربٍ مع عدوٍّ تجاوز كل المعايير الدينيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة.

وأمام هذا الحدث الأليم والمصاب الجلل، نتقدَّم في إعلام حركة "فتح" – إقليم لبنان بأسمى آيات التّعزية وأصدّق مشاعر المواساة إلى عائلة الزّميلة فرح عمر، والزّميل ربيع المعماري وإلى عموم الجسم الإعلامي في لبنان، ونتوجَّه بالتَّعزية إلى الزُّملاء الصّحافيين في قناة الميادين، وجميع أبناء شعبنا اللبناني الشّقيق، كما نعزّي أنفسنا فكلّنا أصحاب هذا المصاب الأليم.

إذًا في ظلِّ وجود احتلال ينتهك كلّ القوانين والمبادئ والقيم الإنسانيّة ويتعمّد استهداف الصّحافيين بهدف محاولة طمس صوت الحقيقة ومنع الإعلاميّين من فضح انتهاكات الاحتلال وجرائمه البشعة بحقّ  الصحافيّين، نُطالب المجتمع الدّوليَّ وجميع مؤسّسات حقوق الإنسان والهيئات الإعلاميّة الدّوليّة بالعمل الفوريّ والتحرك العاجل باتجاه محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه النّكراء المتواصلة بحقِّ شعبنا، بمن فيهم الصّحافيون، على أملِ أن تنفع قوّة القانون في ردع بربريّة حكومة الحرب الإسرائيليّة ضد الصحافيّين في لبنان كما في فلسطين. 

عزاؤنا لشعبنا اللبناني الشقيق، وتغمَّد اللَّه الشّهداء بواسع رحمته.

 إنَّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.