بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) صدق الله العظيم.

بألمٍ يعتصر قلوبنا، وحزنٍ يخيم على نفوسنا، تلقينا أمس نبأ استشهاد الزَّميل الصّحافي مراسل تلفزيون فلسطين الشّهيد محمد أبو حطب، الّذي تمَّ اغتياله وعدد من أفراد أسرته بشكل متعمَّدٍ بعد لحظات من دخوله منزله في مدينة خانيونس.

الزّميل أبو حطب أدّى واجبه المهنيّ والإنسانيّ على أكمل وجه بسلاح العدسة والقلم، فجوبه بالرّصاص والقذائف في خرقٍ واضحٍ وفاضحٍ لكل المعايير الدّوليّة في عدم استهداف الصّحافيين والإعلاميّين. هي ليست المرّة الأولى التي يغتال فيها الاحتلال الصّوت والصّورة، بهدف التّعتيم على جرائمه باستهدافاتٍ مقصودةٍ وبأوامر مباشرةٍ، إمعانًا في ارتكاب المجازر.

وأمام هذا الحدث الأليم والمصاب الجلل، نتقدَّم في إعلام حركة "فتح" – إقليم لبنان بأسمى آيات التعزية وأصدّق مشاعر المواساة إلى عائلة الشّهيد وإلى عموم أهلنا في قطاع غزّة الحبيب، ونتوجَّه بالتَّعزية إلى الزُّملاء الصّحافيين في تلفزيون فلسطين، وجميع أبناء شعبنا الفلسطينيّ، كما نعزّي أنفسنا فكلّنا أصحاب هذا المصاب الأليم. كمَّا ونتمنّى الشّفاء العاجل للمصابين، وندين بأشدّ العبارات الجرائم المباشرة التي تطال الصّحافيين الفلسطينيين في قطاع غزّة وكلِّ محافظات الوطن أثناء تغطيتهم للعدوان الإسرائيليّ وكشف زيف الرّواية الصَّهيونيّة. 
ونُطالب المجتمع الدّوليَّ وجميع مؤسّسات حقوق الإنسان والهيئات الإعلاميّة الدّوليّة بالعمل الفوريّ والتحرك العاجل باتجاه محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه النّكراء المتواصلة بحقِّ شعبنا بمن فيهم الصّحافيين. 

عزاؤنا لأبناء شعبنا في غزّة وكافَّة محافظات الوطن، الشّفاء للجرحى، وتغمَّد اللَّه الشّهداء بواسع رحمته.

 إنَّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.