فتح ميديا - لبنان

رعى وزير الثقافة غازي ليون ممثلا بالدكتور ناصيف قزي، افتتاح اللقاء السنوي الحادي عشر ل"الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة" في قصر الاونيسكو، بدعم من جمعية المساعدات الشعبية النروجية وتنظيم هيئة تنسيق الجمعيات الاهلية العاملة في الوسط الفلسطيني ومجموعة "عائدون" - مركز الدفاع عن حقوق اللاجئين، في حضور السفير الفلسطيني الدكتور عبدالله عبدالله، الوزير السابق بشارة مرهج، عضو المكتب السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، الى ممثلين عن الفصائل الفلسطينية.  
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وكلمة تعريف من الهام شحرور، القى قزي كلمة ليون، "ان نعي حقيقة الصراع في مشرقنا العربي لا سيما حول فلسطين وما يدور في محيطها من نزاعات، فهذا امر يشكل مرة اخرى ولو بعد عقود، النضال والكفاح المسلح، الخطوة الاولى في استعادة زمام المبادرة، لان مشكلة فلسطين تدخل برأينا من دون ادنى شك، من باب ان يكون الشيء او لا يكون. وربما تكونون في ائتلافكم ادركتم دقة وخطورة ما يحاك في الغرف السوداء، لا سيما ما رافق عملبة التسوية وما اعقبها من محاولات على غير صعيد لالغاء حق العودة، وهذا ما تكشف لنا في غير وثيقة ومحادثات ونصوص، منها الرسمي ومنها غير الرسمي".
اضاف: "من هنا يأخذ عملكم، بل ائتلافكم مكانة هامة في التصدي لكل المبادرات ومحاولات الالتفاف على حق العودة وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني - على ما ورد في الاهداف التي وضعتموها لائتلافكم قبل عشر سنوات. فحملتم بالتالي حق العودة عنوانا، بل شعلة لا تنطفىء، يستوي بموجبها المسار العام للقضية، فنحن والله على ما قال مرة احد ائمة فلسطين في لبنان في معرض رده على بعض السذج من المحللين السياسيين: نحن والله لا نستبدل تراب فلسطين بغير تراب الجنة".
وتابع: "لقد مر على القرار/194/ ثلاثة وستون عاما بالتمام والكمال، القرار الذي نص صراحة منذ اللحظة الاولى للنكبة، على عودة اللاجئين الفلسطيين الى ديارهم. ومن المفارقات المحزنة ان يكون هذا القرار صدر في 11 كانون الاول عام 1948، اي مباشرة بعد صدور الاعلان العالمي لشرعة حقوق الانسان في 10 كانون الاول 1948، وما لبث ان توالد هذا القرار الاممي الذي لم تطبقه سلطات الاحتلال حتى هذه الساعة، قرارات بقيت كلها حبرا على ورق".
واردف: "هكذا وبدلا من ان تكون القرارات الدولية المتلاحقة حول فلسطين - لا سيما تلك التي اعقبت حرب الايام الستة - الفصل في صراع دهري لا يختلف حوله اثنان لجهة التمييز بين الضحية والجلاد، فقد بقيت كلها في عتمة هيكل الامم تنتظر من يخرجها الى الضياء، وكأني بالدول الكبرى راهنت على عامل الزمن، وما يمكن لهذا الامر ان يرسيه من نسيان. لكن الجذوة بقيت مشتعلة وبقيت فلسطين القضية والانسان، كالوشم في ذاكرتنا الجماعية.
مضيفاً "صحيح ان النضال من اجل فلسطين اتخذ مسارات عدة بلغت بها الامور احيانا، حد الاختلاف في الرؤية والمنهجيات، لكن ذلك لم يبدل يوما في جوهر القضية، فبقيت حية، تنبض في عروق الاجيال المتعاقبة، رغم كل الحروب والفتن والصراعات، بقيت الجذوة مشتعلة وبقيت فلسطين ايقونة الازمنة تأخذ منا العقل والقلب في آن". لو استقرأنا كل الشرائع والمواثيق التي انتظمت البشرية بموجبها مجتمعات ودولا وانظمة، لا سيما ما قدمته ثورات تلك الدول ونضالات شعوبها من نظم للخروج من ازمنة الاستبداد، وارساء قيم الحق والحرية والعدل، لو استقرأنا كل ذلك، لوجدنا ان من واجب تلك الدول، وفقا لمبادىء ثوراتها ودساتيرها والمواثيق ان تعمد بشكل تلقائي إلى إحقاق الحق وإقامة العدل، اما بغير هذا التوجه، فتكون اما قد تخلت عن انجازات شعوبها واما تكون قد اعتمدت ازدواجية المعايير، وفي كلا الحالين خروج على الما - يجب - أن - يكون".
وتابع: "في اي حال، إذا كانت مسؤولية المجتمع الدولي كبيرة وكبيرة جدا تجاه فلسطين، فمسؤوليتنا نحن لا تقل خطورة وأهمية. فعلينا ونحن اليوم في ما يشبه اليقظة العربية العارمة، أن نستلهم روح الثورة، والحق في التحرر، للعمل على استعادة الحقوق، لا أن نغرق من جديد في خانة التسويات التي لم ينتج عنها حتى ألان سوى تنازلات تلو التنازلات. فإسرائيل تبقى في قاموسنا، مهم قيل ويقال، حالة عنصرية عدوانية الغائية لما سواها تقوم سياساتها، كل سياساتها، الثابتة وغير القابلة للنقاش، على التوسع والاستيطان، ومن لديه مفهوم أخر للكيان الصهيوني فليقدمه لنا. وهذا ما جعلنا نقتنع بالمسار الانحداري الحتمي للكيان الصهيوني، لكونه حالة غير قابلة للاندماج، لا في متوسطية ولا في شرق أوسطية. علينا في ضوء ذلك أن نكثف جهودنا المشتركة، على الصعيدين الدولي والعربي، باتجاه تصويب المسار العام للسياسات العربية تجاه فلسطين واسمحوا لنا في هذا المجال بالقول: انه ليس عربيا، ولا مسلما، ولا مسيحيا كل ثائر يبشر بالعداء للمقاومة لصالح إسرائيل، كأني هنا بهيرودس يقدم رأس يوحنا المعمدان (يحيى النبي) على طبق. كرمى لسالومية ابنه هبروديا".
وختم: "فلسطين في وجداننا هي القضية الحق الإنساني المغلوب بالإضافة الى كونها قضية الوحي الالهي الذي ما برحت تغبشه الاضاليل. انها قضية "نصلامية"، مسيحية اسلامية بامتياز. وعلينا اولا، ان نعبر الجسور التي كنه ذواتنا كي نعود انقياء كالثلج فنولد من جديد، ونبدد ما علق في وجداننا من دماء ودخان صراعاتنا العبثية. وعلينا ثانيا ان نعبر جسور التضامن والوحدة، متحاشين السير في سياسات بعيدة كل البعد عن مصالحنا القومية والوطنية، وان نتهيأ للعبور الى فلسطين عبر اعادة كتابة التاريخ والتأسيس لزمن آت قد لا يكون لاسرائيل مكان فيه".
ثم تحدث السفير عبد الله فجدد "العهد والوعد إن فلسطين قضية لا يمكن أن تحل إلا بكامل حقوق الشعب الفلسطيني. حقنا في تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا المستقلة وحقنا بالعودة إلى أرضنا التي هجرنا منها".
وكرر: "إن من الثوابت التي لا يمكن أن نتخلى عنها هي حق العودة والتي أكدتها قرارات الشرعية الدولية"، داعيا إلى "إنجاح المصالحة الفلسطينية لتحقيق أهداف شعبنا".
عينا
ثم ألقى قاسم عينا منسق "الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة" كلمة أكد فيها "التمسك بحق العودة"، وطالب "اللبنانيين بالاقتناع بأننا ضد كل أشكال التوطين، ولن نحيد عن طريق التمسك بالعودة إلى فلسطين".
كما طالب الاونروا "الالتزام بوفائها تجاه الشعب الفلسطيني لأن المريض الفلسطيني لا يجد سريرا في مستشفى، والطالب لا مقعد دراسيا له".
وشدد على إن "الشعب الفلسطيني موجود في فلسطين قبل القرار 194"، متسائلا: "لماذا لا تجبر الأمم المتحدة إسرائيل على تنفيذه، وهي التي تطالعنا كل يوم بالحديث عن الديمقراطية".
وأعلن "إن فلسطين هي من البحر إلى النهر وليست على أرض الضفة وغزة".
وسأل جامعة الدول العربية عن دورها من حصار غزة وتهويد القدس؟"، وأكد "إن المشروع الصهيوني يمكن الانتصار عليه، ولبنان خير شاهد على ذلك".
وطالب "بوجود خريطة لفلسطين خالية من كلمة إسرائيل كالتي توزعها الاونيسكو.