مها الشيخ

لم يتردد الشهيد قصي معطان من قرية برقة شرق رام الله، من الذهاب للتصدي للمستوطنين، الذين هاجموا القرية أمس، حيث خرج برفقة والده ليدافع عن أرضه، واخترقت رصاصة مستوطن عنقه.

أكثر من 200 مستوطن مسلحين بحماية قوات الاحتلال هاجموا القرية، من البؤر الاستيطانية التي تحاصر القرية من الجهات كافة، وبدأوا بتخريب أراضي المواطنين وإحراقها، وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي على المواطنين الذين هبوا للدفاع عن أراضيهم، ما أدى إلى استشهاد الشاب معطان (19 عاما)، وإصابة شابين بالحجارة، وإحراق مركبتين.

وأحضر المستوطنون خلال الاقتحام عددا من المواشي تمهيدا للاستيلاء على أراضٍ في القرية لإقامة "مستوطنة رعوية".

تحدث نائب أمين سر حركة التحرير الوطني "فتح" في برقة أحمد بركات عن أن المستوطنين يعتدون يوميا على المزارعين وأراضي القرية، بهدف الاستيلاء عليها، منوها إلى أن هذه سياسة ممنهجة من حكومة الاحتلال المتطرفة، الهادفة إلى قتل الفلسطيني، وتهجيره من أرضه.

وأضاف، أن المستوطنين يأتون مدججين بالأسلحة من البؤرة الاستيطانية، وهي: "جفعات أساف" من الشمال، و"بساغوت" من الغرب، ومن الجنوب "كوخاف يعقوب"، مشيرا إلى أن القرية قدمت حوالي 13 شهيدا منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وأدت جرائم الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى ارتقاء حوالي 213 شهيدا، منهم 9 استشهدوا برصاص المستوطنين.

يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن جريمة إعدام معطان ليست استثناء عن سلوك المستوطنين، حيث تحظى كل مجموعات المستوطنين ومنها "تدفيع الثمن"، و"شبيبة التلال" بغطاء سياسي وقانوني، وتعقد قيادات من حكومة الاحتلال مؤتمرات صحفية من البؤر الاستيطانية.

يوضح منصور: "سلوك المستوطنين ترجمة للأجواء وحالة التحريض ضد الفلسطيني داخل حكومة الاحتلال، التي يقودها اليمين المتطرف، فيد المستوطن أصبحت خفيفة على الزناد، ويتجرأ على مختلف القرى، دون رادع".

يتوقع منصور أن تزداد جرائم المستوطنين، كونها جزءا من استراتيجية حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، لحسم الصراع في الضفة، مبينا أن البؤرة الاستيطانية تصبح منطقة محرمة على أبناء شعبنا، ونقطة انطلاق لمهاجمتهم، وتنفيذ عمليات إعدام وحرق وتخريب، وهذا جزء من مشروع سياسي وليست جرائم فردية.

وتابع: أن نشر السلاح وتوزيعه على المستوطنين أصبح جزءا من سياسية حكومة الاحتلال اليمينية المعلنة، التي تسعى لتحويل كل إسرائيلي لقاتل محتمل للفلسطينيين.

ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا 897 اعتداء، بحق أبناء شعبنا وممتلكاته ومقدساته، خلال شهر تموز/ يوليو الماضي.

وأوضحت الهيئة في تقريرها الشهري، حول "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري" لشهر تموز/ يوليو، أن اعتداءات جيش الاحتلال تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتحام قرى، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وتركزت في محافظة القدس بواقع 148 اعتداء، تليها محافظة نابلس بـ140 اعتداء، ثم محافظة الخليل بـ113 اعتداء.

وأشارت إلى أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في شهر تموز بلغت 202 اعتداء، تخللها شن هجمات منظمة وخطيرة في المعرجات، وأم صفا، وكفر الديك، وجالود، وعقربا، والقبون، وغيرها، حيث تركزت في محافظة نابلس بـ65 اعتداءً، ثم رام الله بـ35 اعتداء، والخليل بـ28 اعتداء.