في معجم اللغة العربية يعرف البطر بأنه "تكبر عند حلول النعمة وصرفها إلى غير وجهها" والبطر من الكفر والطغيان أيضا وهو ما يستحق العقاب، وأولاً العقاب الإلهي، فقد جاء في القرآن الكريم "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها". لا نظن أن معظم أثرياء هذا الزمن يعرفون ذلك وبطرهم بات غنيمتهم الاجتماعية يتباهون بها وعلى نحو بالغ التكبر والعجرفة، والمصيبة هنا، ثمة من يصفق لهذا البطران، وينحني له احترامًا وتقديرًا وإلى حد الإجلال...!! وبالطبع طمعًا بفتات قد يلقي به هذا البطران إليه، المصيبة الأكبر أن مظاهر البذخ الفاحشة باتت تعبيرا عن سمو المكانة الاجتماعية لصاحبها...!!

بعض الأثرياء، والأثرياء جدًا، في الشرق، والغرب، يتبارزون بالبطر، ويتنافخون في صرف النعمة كيفما أراد التباهي، وثمة من له ناقة (..!!) لو وزع ثمنها على عشوائيات ذي القربى، لأصابهم الفرج والسرور، وآخر له من العربات المطعمة بالذهب، والجواهر، بأثمان تكفي أن تكون موازنة لدولة صغيرة، لا نفط لديها، ولا معادن، عدا عن الذين يملكون قصورًا وفللاً، تجرح أثمانها، مسامع الأغلبيات المسحوقة الذين يعيشيون في بيوت من الصرائف، والصفيح، وحتى الذين يسكنون في بيوت، غرفة المعيشة فيها غالبًا ما تكون، هي غرفة الطعام، والنوم معًا.!!    

نؤمن طبعًا بـ"أما بنعمة بربك فحدث" والمعنى هنا أن يكون الحديث عن نعمة الله العزيز الحكيم، حديث الحمد والعرفان، وحديث التواضع، لا حديث الاستعراض والتباهي.

سيخذل البطر كل غاية نبيلة، ولن يربي في المحصلة لدى عامة الناس غير مشاعر النبذ والإقصاء والاحتقار، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.