ما من خيارات عديدة أمام اجتماع الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني في القاهرة نهاية هذا الشهر.  حكومة خراب في إسرائيل والوصف لمنظمي  الاحتجاجات على خطة إضعاف القضاء في إسرائيل،  والحال أن حكومة الخراب هذه ستذهب الى معالجة واقعها، وأزماتها، على حساب دمنا  لن تكون سوى حكومة حرب مستعرة، ضد شعبنا، وضد كل حقوقه المشروعة، وأهدافه وتطلعاته العادلة، وضد كل ما أنجز وحقق في دروب البناء والتأسيس، ضد كل مؤسساته، ودوائره وهيئاته الرسمية، وغير الرسمية، وعلى نحو فاشي تمامًا..!!

على اجتماع القاهرة أن يدرك ذلك جيدًا، بلا أية مزايدات حزبية، ولا أية شعارات ثورجية، ولا أية تعليمات، وتوجيهات خارجية، مصير قضيتنا الوطنية اليوم على المحك، ولن نقول هنا بناء على هذه الحقيقة، إما أن نكون أو لا نكون، فلا بد أن نكون، ولا خيار أمامنا غير ذلك، فإما الصعود، وإما الصعود، الصعود نحو الوحدة الوطنية، للتصدي لحرب الاحتلال المسعورة، وإغلاق طرقه الذرائعية، أمام رصاصه، وقذائفه، ودباباته، كي لا يواصل الفتك بأجساد أبنائنا، ولنغلقها أمام نيران، وجنون قطعان مستوطنية، كي لا يواصلوا الفتك بأرضنا وأشجارنا وبيوتنا. 

اجتماع القاهرة إما أن يكون اجتماع المسؤولية الوطنية، وتحمل أعباء مرحلة المواجهة، والتصدي، والصمود، بخلع كل ما يمت للانقسام البغيض بصلة، أو لا داعي له من أساسه. لسنا بحاجة إلى أن نسمع الخطابات ذاتها، ولا إلى حجج المتلاعبين بالكلمات، ولا إلى تلك الشعارات، ومزاعم السائرين في دروب العواصم البعيدة..!! إنه أوان الشد تماما، ونريده أن يشتد وحدة وطنية فاعلة، وحدة تنهي كل ذرائع المتخاصمين مع هذه الوحدة، وكل أوهام الساعين في دروب الاستحواذ السلطوي، والتمكين الدنيوي، الحاملين حتى الآن، لواء الإمارة، لا لواء الدولة، من رفح حتى جنين.

حكومة الخراب الإسرائيلية لن ترى في فلسطين، غير ما تريد من دمارًا لها، قضية عادلة، وحقوقًا مشروعة، ومستقبلا ممكنا مع الحرية والاستقلال،  وأيا كانت رايات فلسطين في المحصلة، فهل يرى اجتماع القاهرة ذلك بمنتهى الوضوح، فيكف بعض من دُعوا إليه عن ترديد ذرائع النكوص، والتحجج بشروط التمكين الحزبية التي يريدون...!! نحن اليوم أمام لحظة الحقيقة مجددًا، ولا سبيل أمامنا لتجاوزها بدفن الرؤس في رمال الذرائع والشعارات الفارغة. من كان قلبه وعقله وصوته فلسطينيًا، سيكون في اجتماع القاهرة، ولن يرضى بغير الوحدة الوطنية .