عمليًا وواقعيًا، فإن حركة "كاخ" الإرهابية هي من بات يحكم اليوم في دولة إسرائيل، فليست فكرة إنشاء "حرس وطني" للدولة، سوى فكرتها في المحصلة، وليس قرار إنشاء هذا الحرس بقيادة ربيب هذه الحركة "بن غفير" سوى قرارها، وإن كانت بلا وجود تنظيمي الآن، بعد مقتل مؤسسها "مائير كاهنا" .

سيذكّر "الحرس الوطني" المشكل على هذا النحو، بمليشيات النظم الشمولية، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك "الحرس الثوري" في إيران، وفكرة هذا الحرس بالمناسبة، هي على نحو ما، فكرة بعثية، ولدت في الستينيات من القرن الماضي، تحت مسمى "الحرس القومي"، ثم تحولت إلى "الجيش الشعبي" في سبعينيات ذلك القرن..!!

على الأغلب، سيحاول بن غفير إضفاء شرعية أبعد وأوسع على تشكيله المسلح، وتبرير وجوده، وتبيان جدواه، بتصعيد العنف الفاشي ضد شعبنا الفلسطيني، بفكرة ودعوات حركته الإرهابية العنصرية المتطرفة ذاتها، نعني حركة "كاخ"، إذ لطالما كانت قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف ترى في سفك المزيد من الدم الفلسطيني، وسيلتها لشرعنة وجودها في الواقع، وتمكنها من  السلطة .!! وإذا ما تسنى لحرس "بن غفير" ذلك، فإنه سيعمل على شرعنة تسلطه على المجتمع الإسرائيلي، وإغلاقه على قيم ومفاهيم حركته الإرهابية العنصرية، في إطارها العقائدي...!!

إسرائيل، ومع تسلط حركة "كاخ" بأفكارها، على حكومتها، ذاهبة لكي تكون دولة داعشية بامتياز، فليست هناك من خيارات لدى التطرف الديني تحديدًا، وهذه هي حال الصهيونية الدينية، القابضة على حكومة إسرائيل اليوم، ليس لدى هذا التطرف من خيارات، سوى فرض الأحكام الداعشية قطعًا..!!

لعل تظاهرات الشارع الإسرائيلي، ضد مشروع التعديلات القضائية، الذي تم تعليقه، هي في الأساس تظاهرات ضد "الدعشنة" في تخوفها من التسلط المذهبي، وإن لم ترفع شعارات واضحة ومباشرة في هذا الإطار.  

والآن، ليس على المجتمع الدولي سوى أن يفكر مليًا بهذه الحال التي باتت عليها إسرائيل، وعليه أن يقلق جديًا، لأن العنف والإرهاب الذي سيحاول بن غفير تعميمه هنا، سيطال العالم أجمع، بصورة أو بأخرى، فالدم في النهاية، لا يجلب سوى الدم. 

المصدر: الحياة الجديدة