نظّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا – شُعبة الميّة وميّة حفل تخريج دورة "شهداء القدس" التنظيمية التعبوية التي استهدفت كوادر الحركة في شعبة المية ومية من مرتبة أمين سر خلية وما دون، اليوم السبت الموافق ١٨-٣-٢٠٢٣، في قاعة ملعب الشهيد فيصل الحسيني في مخيم المية ومية. 

 

وتقدم الحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة منطقة صيدا، وكوادر الحركة، والإخوة والأخوات الخرّيجين، حيث كان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية غالب الدنان وأعضاء الشعبة، على وقع الأناشيد الوطنية التي بثتها إذاعة اللجنة الإعلامية لشعبة المية ومية. 

 

واستُهلَّ الحفل بتقديم من عريف المناسبة الذي رحّب بالحضور الكريم، ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء ثورتنا المجيدة وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومن ثم الاستماع للنشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني ونشيد العاصفة.

 

ثم تحدث عن أهمية هذه الدورات التنظيمية في تثقيف الكادر الفتحاوي حول أهداف حركتنا ومبادئها ونظامها الداخلي وبرنامجها السياسي، ولفت إلى أن هذه الدورة إنما تضع خريجيها على خطوة جديدة على درب الإعداد والإستعداد لمعركة التحرير والعودة، إيمانًا من قيادتنا بأن الإعداد الفكري متلازم مع الإعداد العسكري والوطني، لما له من أهمية في توعية الكادر الفتحاوي وتنمية قدراته، ورفع كفاءته في أداء المهام الحركية المكلف بها، وتوطيد العلاقات مع أبناء شعبنا وجماهيرنا. 

 

وتوجه بالشكر والتقدير لكل من حاضر وساهم في إنجاح هذه الدورة التنظيمية والتعبوية، وللخريجين على التزامهم الكامل بالحضور.

 

ثم كانت محاضرة سياسية ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة أكد خلالها أن حركة "فتح" منذ انطلاقتها عام ١٩٦٥ لم تتبدل ولم تتغير فيها المبادئ ولا الفكر ولا الثوابت، فهي انطلقت من أجل فلسطين ومن قلب فلسطين، وكانت وما زالت ترفض مبدأ التبعية والارتباط مع أي نظام أو دولة إقليمية، وشدد على أنه من هذا المنطلق كان انتصار حركة "فتح" وفي الوقت نفسه االهجوم عليها لأنها لم ترتبط بأجندات خارجية كما يفعل الآخرون. 

 

وقال إن حركة "فتح" بدأت منذ العام ١٩٦٥ بالكلاشينكوف والعمليات العسكرية مرورًا بكل أنواع الأسلحة ووصولاً إلى الحجر والسكين والأمم المتحدة، وأضاف: "واليوم المعركة في الأمم المتحدة "فتح" هي التي تحقق فيها الانتصارات على العدو الإسرائيلي لأن الشعوب والأنظمة في الأمم المتحدة تقف إلى جانب قضيتنا الفلسطينية". 

 

وتحدث اللواء شبايطة عن المناسبات التي يزخر بها شهر آذار، ورأى أنه شهر فلسطيني بامتياز، لأن فيه يوم المعلم والمرأة وذكرى استشهاد الشهيدة دلال المغربي وذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض، لذا فهو شهر الثورة الفلسطينية وحركة" فتح" والعاصفة.

 

وفصل اللواء شبايطة الحديث عن المناسبات مستذكرًا في يوم المعلم معتمد إقليم لبنان مدير مدرسة شهداء فلسطين الشهيد القائد والمعلم معين شبايطة الذي استشهد من أجل فلسطين واغتالوه من أجل ضرب استقرار مخيم عين الحلوة كما حصل في الأسبوعين الماضيين. 

 

كما استذكر في يوم المرأة الشهيدة البطلة دلال المغربي التي حققت نصرًامع رفاقها وأعلنت قيام جمهورية فلسطين ورفعت العلم الفلسطيني في فلسطين رغم أنف الاحتلال عام ١٩٧٨، والتي دفت العدو الإسرائيلي لطلب وقف إطلاق النار للمرة الثانية بعد معركة الكرامة.  

 

وتحدث عن عملية سافوي المشجعة لكل العمليات الاستشهادية من لبنان إلى فلسطين، وكذلك عملية ايلات، وعملية ديمونا التي ضربت معقل النووي لدى الاحتلال والتي خطط لها الشهيد القائد أبو جهاد الوزير مهندس الانتفاضة ما دفع الاحتلال لجعله هدفًا رئيسيًا لاغتياله. 

 

ونوه اللواء شبايطة بمعركة الكرامة التي أعادت الكرامة لكل الأمة العربية، ودفعت جميع العرب وأحرار العالم للالتحاق بحركة "فتح" بأعداد كبيرة، وشدد على أن معركة الكرامة أكدت من خلالها حركة "فتح" أننا نستطيع التغلب على العدو الإسرائيلي، ودفعت الاحتلال الإسرائيلي لطلب وقف إطلاق النار لأول مرة بتدخل أمريكي ليتمكن من سحب أشلاء جنوده وعتاده ومعداته، لافتًا إلى أن أول الاستشهاديين الفلسطينيين كانا ربحي والفسفوري في معركة الكرامة. 

 

كما تطرق إلى يوم الأرض الذي أكد شعبنا الفلسطيني من خلاله تمسكه بالأرض الفلسطينية كاملة ولا سيما في أراضي العام ١٩٤٨، ولفت إلى أن شعبنا اليوم يخوض معركة الأرض والمقدسات، وأضاف: "ها هي "فتح" اليوم تعيدنا للعام ٦٥ والعام ٦٨ بالكلاشينكوف تقاتل هذا العدو، بينما الآخرون الذين لديهم صواريخ لم نشاهد هذه الصواريخ تطلق للدفاع عن القدس ومقدساتنا وشعبنا الفلسطيني". 

 

وأردف: "نحن نردد مقولة سيادة الرئيس محمود عباس لن تتكرر لا نكبة العام ١٩٤٨ ولا نكسة عام ١٩٦٧، وسنبقى متمسكين بهذه الأرض، وها أنتم ترون اليوم الشهداء العدد الأكبر منهم هو من أبناء الفتح، شهداء الأقصى وعرين الأسود، هذه هي "فتح" منذ الانطلاقة عام ١٩٦٥ وحتى يومنا هذا، نحمل البندقية ولن نتبدل وسنبقى على هذا الطريق رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد حركة "فتح" و"م.ت.ف" حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني".

 

وأضاف اللواء شبايطة: "القيادة الفلسطينية اليوم تخوض المعركة، عندما خضناها عام ١٩٦٥ كان لدينا هدفان: إعلان الكفاح المسلح، واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والحرب اليوم هي على القرار الوطني المستقل، ولكنهم لن يستطيعوا أن يتغلبوا علينا، وسيبقى القرار فلسطينيًا حتى العودة فلسطين". 

 

وشدد اللواء ماهر شبايطة على أن الدورات العسكرية والسياسية تهدف لاستنهاض الحركة وأطرها وخاصة في الشعب التنظيمية، وشكر جميع من ساهم في إنجاح دورة شهداء القدس وكل من التزم بالحضور إليها، وهنأ الخريجين متمنيًا لهم مزيدًا من التقدم والنجاح. 

 

وشدد على أهمية تخريج كوادر فتحاوية من جميع الشعب التنظيمية لتقود المرحلة المقبلة. 

 

وتطرق اللواء شبايطة إلى الأوضاع في مخيم عين الحلوة، فقال: "استطعنا بوحدتنا وبقرارنا المستقل وبقرار فتحاوي وإجماع كامل من كل القوى السياسية الوطنية الفلسطينية واللبنانية ومن هئية العمل الفلسطيني المشترك تسليم القاتل إلى العدالة، وعندما نصل إلى هذه المرحلة في مخيماتنا بتسليم القاتل إلى الدولة اللبنانية فعندها لا تعود هناك أية إشكالات في كل المخيمات وليس فقط في عين الحلوة". 

 

وأضاف: "لقد استطعنا بكل حكمة وحنكة أن نحيد المخيم عن أي إشكال، وبدأنا الضغط السياسي والأمني والجماهيري حتى استسلمت هذه الجهة التي كانت تمانع تسليم القاتل، لذا نقول نحن سنحمي هذا المخيم وكل المخيمات ولن نسمح للعابثين وللقتلة أن يتجولوا في مخيماتنا وأن يزعزعوا أمنها واستقرارها وستبقى حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني صمان الأمان في كل مخيماتنا". 

 

وبعدها جرى توزيع شهادات التخرج على الإخوة والأخوات خريجي الدورة.